443

التواصل عند الفراش والخنافس لعل الحشرات تنفرد بامتلكها الفيرمونات الكيميائية الخاصة بالجنس ولقاء الشريك، ويمكنها أن تنتشر بسرعة بشكل واسع، إذ ) فيرمونات Moth تفرز أنثى فراشة الموث ( جنسية ضئيلة من خلل زوج من الغدد الدقيقــة التي تقع في قمــة بطنها، والتي يمكنهــا جذب واثارة نحــو تريليون من الذكور التي تقع على مسافة آلاف الأمتار، وتحوي الفراشــة في قرون استشعارها عدداً كبيراً من الخليا الحساسة للرائحة ألف خلية، معظمها حساس 150 يبلغ نحو ومستقبل للفيرميونات الجنسية. وهنــاك أيضــاَ أمثلــة قليلة عــن وجود فيرومونات يفرزها الذكور مثل خنافس ) في Mecoptera من رتبة البرغوثيات ( الجنس الأخير وبعد أن يمسك الذكر فريسته ويبدأ في التهامها، فــإن امتدادان يبرزا للخارج بين الترجات البطنية الأمامية، وتمتد وتنقبض مفرزة رائحة جاذبة للإناث، وعند اقتراب الانثى يقوم بالالتصاق بها ويتم التزاوج من الانثى ويقدم لها بقية الفريسة. ومن الأمثلة الأخرى ايضاً ما تم ملحظته في حشرة المن النباتي (أو قملة النبات) ) الدقيق الحجم، الذي يعيش على Aphid ( امتصاص عصارة النبات، ويسبب خسارة في المحاصيل، لوحظ أن هذه الحشرة إذا هوجمت بحشرة أكبر منها مثل حشرة ابي )، فانها Coccinella العيد او الدعسوقة ( تفرز قطرة جــد ضئيلة قبل أن تتوارى في بطن الحشــرة المهاجمة، وليس في ذلك ما يشــير، بل أن الشــئ المثير حقا ان الحشرات الاخرى القريبة من موقع الحدث تظهر عليها علمات ومؤشرات تدل على الخوف والفزع، فتبدأ في حركة نشطة، وتسرع منطلقةبعيدا عن المفترس الذي حل بأرضها، وهي بطبيعة الحال لم ترصد عملية الافتراس حال وقوعها،، لكنها تعرف ذلك من خلل الرائحةالمميزة التي افرزتها الضحية في القطرة، ولقد حقق بعض العلماء هذه الظاهرة المثيرة،واكتشفوا ان المن إذا هوجم يسارع بإفراز فيرومونات الانذار التــي تعني عندهاإن هذا الإنذار والتحذير يدعو للتفرق والتشتت والهرب، وهــو يختلف عــن إنذار النحــل والنمل الذي يدعو إلى الهجوم والتلحم اذا حل بأرضهما دخيــل، إلا أن المن قد اختار تجنب المواجهة، فليس له من حيلة يدافع بها عن نفســه، أو يهجم بها على غيره، وخير له أن يفر ويتفرق قبل أن يصبح فريسة. وتوصل العلماء في أمريكا إلى أن الحشرة الصغيرة المعروفة باسم نطاط الشجر التي تسكن الغابات المطيرة، إذا داهمها الخطر أو جرح الجســد أو تمزق البدن نتيجة لهجوم مباغت من عدو اكبر يريد التهامها،وذلك مما يؤدي لمســارعة كل نطاط للقفز إن كان موجوداً في المكان، ويقفز من ورقة إلى ورقة، أو من غصن لآخر وهي، أي الحشرات الهاربة ل تفعل ذلك لأنها ســمعت أو شــاهدت الحدث، بل لأن أحد أفراد نوعها قد تم افتراسه، ويعمد قبــل ذلك بلحظات لافراز تحذير فيرمونيلينذر البقية ، أي أنه يدعو ويحذر البقية للفرار. وأخيراً فأن الانســان يحقق تواصله مع الاخرين من خلل عدد من الاساليب الفعالة الصوتية والحركية، والتي طورها عبر عقود من الزمن ، ولا شك أن الحشرات (وغيرها من الحيوانات) لقد نجحت أيضاً في تطوير أســاليب وعمليــات تواصل فعالة من خلل افراز المواد الكيميائية، بتراكيب خاصة ومحددة تحقق متطلبات واستجابات وردود فعل اجتماعية وبيئية سريعة مطلوبة وهامة لبقائها وتواجدها عبر الزمن. المراجع: 1984 – يونيو 307 - العربي – عدد 1 - الشبكة العالمية 2 - الموسوعة البريطانية 3 التواصل بين الحشرات 31 الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2022 ) - ابريل 443 العدد (

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==