445
، تضمن العديد IDDRI والعلاقات الدولية 2008 من الأرقام، إذ أشار أنه في عام مليون نازح داخل بلدهم 4 . 6 كان هناك 20 بسبب الصراع العنيف، وكان هناك مليون شخص اضطروا إلى مغادرة مكان إقامتهم في أعقاب كارثة طبيعية، وبعد 15 ما كان عدد “المهاجرين البيئيين” 38 ، وصل إلى 2009 مليون في عــام 2011 ، وفي عام 2010 مليون في عام يمكن أن نــرى عددا مماثلا، ومؤخرا تزايدت الأعداد كثيرا. ولا شــك أن هناك العديد من العوامل والاسباب التي تقف وراء تنامي اعداد الهجرة البيئية، وفيما يلي عدد من اهمها وباختصار: أ- البحث عن مستوى أفضل للمعيشة يقول العالم الفرنسي الفريد صوفي في إشــكالية الهجرة بقوله “اما أن ترحل الثروات حيث يوجد البشــر أو يرحل البشــر حيث توجد الثــروات” ، يمكن أن نستشــف من ذلك أن من الأســباب والعوامل الجوهرية التي تدفع الفرد إلى الهجرة هي البحث عن مستوى أفضل للمعيشة الذي يرتبط في كثير من الأحيان بشح الموارد والدخل القومي، وكذلك سلوكيات الحياة فمن المعلوم أن أغلب سكان دول جنوب القارة الأفريقية يعيشون دون مســتوى الفقر بالرغــم من ثراء أراضيهم بالموارد الهامة، مما يضطر العديد من الســكان إلى المغادرة طمعا في حياة أفضل، ويتقاطع هذا السبب مع المتغير الاقتصادي، فالبيئة الفقيرة هي بيئــة دائمة الطرد حيث يأمل المهاجر أن يجد حيــاة أفضل في أماكن أخرى من الدول، ترافقــه نية البقاء والإقامة في تلك المناطق، وينسحب هذا الأمر كذلك عن العديد من الشعوب التي تركت مواطنها بســبب عدم قــدرة الأراضي الزراعية عن العطاء وضعف نتاجها، أو تلك الأراضي التي كانت تحوي في باطنها مختلف الموارد المنجمية القيمة، وحينما تنفذ يضطر السكان إلى المغادرة والهجرة بحثا عن موارد بديلة تمكنهم مــن الحصول على لقمة العيش وحياة بديلة واعدة. ب - التغير المناخي التغير المناخي، أو الاحتباس الحراري قد يكون سببا ودافعاً للهجرة في السنوات القادمة، ففي عام ظهر مصطلح “المهاجرين البيئيين”، كون الأســباب البيئية باتت تتنامى يوما بعد آخر، ولعل أهم ما يميز التغير المناخي “الاحتباس الحراري” إذ ذكرت دراسات قام بها بعض الأساتذة انه: 1995 من جامعة أكسفورد في سنة حينمــا يبلغ احتباس الحرارة في العالم 200 ، قد يتضرر نحو 2050 ذروته عام مليون إنسان بسبب: اضطرابات الرياح الموسية، الأعاصير، ونظم الأمطار، وشدة دورات الجفاف التي تتواصل في دورات طويلة، وأيضا بســبب ارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات التي تضرب الشواطئ. ج - عدم توافر الموارد الغذائية الكافية ان بقاء الانســان واســتقراره مرهون بتوفر الموارد، ولعل من بين المشكلات المصاحيــة للتغير المناخي اضطراب الموارد فالعديد من المنتوجات والمحاصيل النباتية والحيوانات باتت مهددة بالزوال والانقراض، مما ينجم عنها اضطراب وشح مصادر الغذاء والعيش، وما يتبعه من بطالة وكساد ويكون بذلك أحد أسباب الهجرة الهامة. هذا وترتبط العديد من النشاطات بالعوامل المناخية، وبذلك فإن العديد من المشاريع والمعاملات التجارية تتأثر ايجابا، أو سلبا بهذا العامل فالاضطرابات والعوامل الجوية والارتفاع غير الطبيعي والشديد لدرجات الحرارة من شأنه التأثير على حركات الملاحة والنقــل بأنواعه، أو صناعة الاسماك، أو الأدوية وغيرها، مما يدفع ويرغم العديد من المستثمرين على تغيير مناطق النشاط إلى مناطق أخرى تســاعد على الاستقرار المهني أكثر. يقول العالم الفرنســي الفريد صوفي في إشــكالية الهجرة بقوله “اما أن ترحل الثروات حيث يوجد البشر أو يرحل البشر حيث توجد الثروات” 23 الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2022 ) - يونيو 445 العدد (
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==