447

كان هذا هو التساؤل الذي انتهى إليه المشاركون في مؤتمر تغير المناخ في بون مؤخراً، بعد أسبوعين من العمل المكثف لإحراز تقدم بشأن القضايا الفنية المهمة، وإعداد القرارات لاعتمادها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في شرم الشيخ. الشيخ في نوفمبر المقبل. مؤتمــر بون كان أول فرصة لجميــع الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للمناخ منذ اعتماد ميثاق جلاسكو في العــام الماضي، حيث وافقت الحكومات على مجموعة من القرارات التي تمهد الطريق للتنفيذ الكامل لاتفاقية باريس. والسؤال طرحته صراحة باتريشيا إسبينوزا، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمــم المتحدة المعنية بتغيــر المناخ، حيت قالت: «بينما لا يزال هناك الكثير من العمل، فقد أحرزت الأطراف تقدمــاً فــي العديد من المجــالات الفنية في بــون، ويقترب العالم من تحول شامل نحو تنفيذ اتفاق باريس، ولكن يجب اتخاذ قرارات سياسية مهمة، لاسيما بشأن تمويل الخسائر والأضرار، نحن الآن بحاجة إلى التأكد من أن شرم الشيخ ستكون حقاً المكان الذي تتحول فيه الوعود المهمة لاتفاقية باريس، إلى حقيقة ». والقضايا الرئيسية التي مازالت معلقة وتبحث عن حل، في رأي إســبينوزا، تتعلــق ببناء التكيف مع الآثار الحتمية لتغير المناخ، والتي تشمل موجات الحر الشديدة والمتكررة والفيضانات والعواصف والخســائر والأضرار، إلــى جانب توفير الدعم المالي اللازم. وأعاد هوي ســنج لي، رئيس اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، التذكير بأن الأنشطة البشرية أدت إلى تدفئة كوكب الأرض 2000 بمعدل لم نشــهده على مدار الـ عــام الماضية، مما وضع العالم على 1 . 5 طريق الاحترار العالمي، بمقدار درجة مئوية. التطبيقات العلمية وتغير المناخ وقال توســي مبانو، رئيس الهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية: «لقد كان العلم هو محور التركيز الرئيســي لمؤتمر تغير المناخ في بون، وعكست التقارير التي قدمتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ضرورة تحقيق التفاعل بين العلوم والسياســات، وأن يستجيب المفاوضون للدعوة بشأن إلحاح التحدي المناخي، لقد شهدنا بعض التقدم الجيد في بون، لكن الحكومات في حاجة إلى التصرف بشكل عاجل بشأن التحذيرات الصارخة التي نسمعها، وزيادة البحث العلمي، للبحث عن مزيد من الحلول العلمية». وبعد انتهاء مؤتمر بون، مازالت قضية التمويل هي الشغل الشاغل، والحاجة إلى زيادة الدعم المالي، ولا يزال يتعين مليار 100 علــى المجتمع الدولي الوفــاء بالتزاماته بتوفير دولار أمريكي سنوياً، لتمويل المناخ للبلدان النامية، وتدعو هذه البلدان إلى زيادة كبيرة في التمويل، لاســيما من أجل التكيف وتعويض الخسائر والأضرار، وهو أمر حاسم لبناء مستقبل أكثر استدامة ومرونة، وهو الأمر الذي ألحت عليه إســبينوزا، التي استطردت بقولها: «في شرم الشيخ، يجب تحقيق تقدم واضح ومقنع، إلى جانب مواءمة التدفقات المالية مع أهداف اتفاقية باريس». 27 الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2022 ) - اغسطس 447 العدد ( هل سيحول مؤتمر شرم الشيخ وعود اتفاق باريس إلى حقيقة؟

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==