448
وغيرها، وتتدنّى نسبة المياه الجارية، ممّا يؤثر بشــكل سلبي على احتياجات الإنسان والحيوان والنبات. وقد لحق بأوروبا والشــرق الأوســط الكثير من الأحداث والمصائب نتيجة تلك التداعيات، فشهدت موجة من تغير المناخ لم تشــهدها مــن قبل، وضرب الجفاف مناطق عدة في أوروبا، متسببا في انخفاض مستويات أنهار كبرى مثل نهر الراين، إلى مستويات قياسية، وعانى السكان هناك أســوأ موجة جفاف منذ عام، مــا أدى إلى انخفاض 500 نحــو مســتوى المياه فى عدد من البحيرات والأنهار بوتيــرة تهدد إمدادات الغذاء والطاقة، نظرًا لتهديد الجفاف لمنسوبات مياه الرى والشــرب والشحن (النقل) النهرى، وصوً إلى جفاف الأراضى الزراعية وتحويلها إلى أراضي بور، وتهديد أمن مواطنيها العذائي. تداعيات الجفاف توقفت حركة النقل عبر الأنهار والقنوات المائية بالمنطقة، وهددت موجة الجفاف حركة التجارة وتنقلاتها عبر بعض الأنهار، التى تعد مســارات بالغة الأهمية للنقل بين الدول الأوروبية؛ والتى تسهم بنحو مليار دولار فى اقتصاد ميزانية دول 80 الاتحاد الأوروبى. ومع أسوأ موجة جفاف تشهدها أوروبا منذ سنوات، وصل نهر الدانوب إلى أحد أدنى مستوياته منذ ما يقرب من قرن، مما كشــف عن هياكل وبقايا عشرات الســفن الحربية الألمانيــة التي غرقت 1939 خلال الحرب العالميــة الثانية ( ) بالقــرب من مدينة براهوفو 1945 – الرومانية الساحلية. آثار للجفاف 20 • كشف الجفاف هذا العام أكثر من هيكً على امتداد نهر الدانوب بالقرب من براهوفو في شــرق صربيا، ولا يزال كثير منهــا يحتوي على آلاف الكيلوجرامات من الذخيرة والمتفجرات، ويشكل خطرًا على الشحن. • أعلنــت إيطاليا حالــة الطوارئ في المناطق المحيطــة بنهر بو (باوي) كم شــرق 652 الذي يبلغ طوله نحو شــمال ايطاليا، عندما اكتشفت قنبلة من الحرب العالمية الثانية تزن نحو كجم بعد انخفاض منسوب أطول 450 نهر في البلاد. • ظهور آثار من عصور ما قبل التاريخ وهياكل سفن من الحرب العالمية الثانية، ونقوشات على “أحجار الجوع”؛ موجة الجفاف التي ضربت أوروبا كشفت كنوزًا مغمورة منها ما يذكر بموجات الجفاف السابقة في القارة الاوروبية العجوز. • شــهدت أوروبا أسابيع من الجفاف الشديد مع انخفاض المياه في الأنهار والبحيرات إلى أدنى مستويات لا يتذكرها سوى القليل، الأمر الذي أدى إلى كشف كنوز مغمورة بالمياه، وبعض المخاطر والمخلفات غير المرغوب فيها. • كانت الســفن من بيــن المئات التي أغرقها أسطول ألمانيا النازية في البحر الأســود على طول نهر الدانوب في ، أثناء انســحابه أمام تقدم 1944 عام القوات السوفيتية، ولا تزال تلك السفن والهياكل تعيق حركة المرور في النهر خلال انخفاض مستويات المياه. ـــــار إلى ظهور “حجر الجوع” 17 الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2022 ) - سبتمبر 448 العدد ( إجمالي المياه الموجودة على ســطح الأرض، وبالإشــارة إلى أن نســبة المياه بســبب وجود المياه المجمدة 1 . 2% المتاحة والمتوفرة للاســتخدام لا تتجاوز والجوفية تحت الأرض. ويمكن ملاحظة بشكل عام أن العالم يشهد ظاهرة تغير حزام (نطاق) الأمطار وسقوطها من منطقة لأخرى، ما أدى إلى حصول جفاف في بعض الدول وسيول في أخرى، مما يؤثر بدوره بشكل كبير في نسب المياه المتوفرة للاستخدام حول العالم. وأخيراً فإن معالجة المشكلة برمتها، يتطلب ايجاد حلول ناجحة وجذرية لمشكلة الاحتباس الحراري، وتصاعد غازات الدفيئة، ولعل ذلك هو الهدف الذي تسعى لتحقيق العديد من دول العالم. ( المصدر: المركز الوطني للتخفيف من الجفاف، جامعة نبراسكا - لينكولن)
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==