448

الأساسي للعيش، من خلال التعديات والإهمال. هذه التعديات الفردية تخطّتها المصالح الذاتية بهدف المنفعة الذاتية بعيداً من المصلحة العامة. النيل.. مخاطر في الأفق كما تتزايد المخاوف المرتبطة بالتغير المناخي، إذ تتزايد مواســم الجفاف والمواسم الحارة في جميع دول حوض النيل، وكشفت بعض الدراسات أنه على الرغم من التوقعات بزيادة الأمطار في منابع النيل، إلا إن الزيــادة المتوقعة في درجات الحرارة قد تتفاقم في السنوات الحارة والجافة، مــا قد يؤثر سلباً في إمدادات المياه والغذاء لمئات الملايين من الناس في منطقة أعالي النيل خلال العقود المقبلة. وحسب إحدى الدراسات المتخصصة في المناخ فــإن “معدل السنوات الجافة والحارة سيتضاعف على الأقل مــن الآن حتى منتصف 2050 القــرن”، مضيفة أنه في “عام من سكان دول 45% سوف يعاني نحو منابع النيل من نقص في المياه”، كما ستنعكس مشــكلات المياه في منابع النيل على دولتي المصب. 20 2022 ) - سبتمبر 448 العدد ( الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة يبحث العلماء في تأثيرات الأرصاد الجوية لتغير المناخ بشكل نموذجي، من خلال الزيادات في الطقس القاسي والأعاصير، والآن، يدرسون عاقبة أخرى للاحتباس الحراري، والتي ستكون لها تداعيات اقتصادية كبيرة، وهي «الجفاف». وطوّر باحثون في مختبر «أرغون الوطني» التابع لوزارة الطاقة الأميركية، طريقة جديدة لتقييم احتمال حدوث ظروف جفاف شديدة في عدة مناطق مختلفة خلال الفترة المتبقية من القرن، وتم الإعلان عنها في دورية “التقارير العلمية”. وباستخدام هذه الطريقة، استناداً إلى نماذج مناخية إقليمية مفصلة للغاية، وجدوا أن حالات الجفاف من المحتمل أن تتفاقم بسبب ظاهرة الاحترار العالمي، وهذه النتيجة مرجحة بشكل خاص في مناطق مثل الغرب الأوسط وشمال غربي الولايات المتحدة ووادي كاليفورنيا الأوسط. ومــن المرجح أن يكون لتفاقــم موجات الجفاف المتوقعة نتيجــة للاحترار العالمي عواقــب وخيمة من حيث فقدان المحاصيل، وحرائق الغابات، والطلب على موارد المياه. وعنــد النظر في التوقعات المســتقبلية للجفاف على مدى الفترة المتبقية من القرن، يعتقد الباحثون أن التقنية الجديدة يمكن أن تساعدهم على فهم أحداث «الجفاف السريع» التي لها فترة بداية سريعة قد تكون أقصر من أسابيع قليلة. ولاشــك أن حالات الجفاف المفاجئة، كما يوحي اســمها، تحدث بسرعة كبيرة، وفي حين أن حالات الجفاف التقليدية مرتبطة بنقص هطول الأمطار لفترة طويلة، فإن موجات الجفاف المفاجئة تحدث بســبب ارتفــاع درجات الحرارة ومعدلات التبخر العالية للغاية. وعلى عكس الأعاصير، التي لها مقياس تصنيف صارم، يستخدم العلماء منهجيات مختلفة لتصنيف حالات الجفاف، وتتــراوح هذه مــن تقارير المزارعين إلــى حالات نقص هطول الأمطار الملحوظة لتقييم المناطق التي كانت تعاني من الجفاف. ويبــدو في بعض المناطق الامريكية التي تعاني عادة من انخفــاض هطــول الأمطار إلى حد مــا، مثل جنوب غربي الولايــات المتحدة، قد لا يكون نقص هطول الأمطار كافياً لتمثيل تأثير الجفاف بشكل كافٍ. دراسات جديدة ملف العدد

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==