448

السودان علــى الرغم من الأهميــة المتزايدة للنيل في حياة واقتصاد السودان، فإنه يواجه تحديات ومهددات بيئية كبيرة، أبرزها ظاهرة “الهــدام” أو الردم، التــي هي عبارة عن تجريف وتهدم الأرض على ضفاف نهر النيل بفعل ضربات الأمواج، فضلاً عن تصنيع الطوب (البلاط) على الضفاف، التي تنــدرج في قائمة المهددات الكبيرة، إلى جانب تلوث المياه بالمواد السامة نتيجة الاســتخدام المفرط للأســمدة الصناعية والكيماويات في الزراعة على الضفاف، مــا يؤثر في نوعية وجودة المياه وعلى الأحياء المائية، والمصادر البيئية المجاورة. ويشير الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة بالخرطوم إلى أن كل من الصرف الصحي والزراعي المباشر في كثير من المدن والمشاريع يحدث من دون معالجة ويمثل تهديداً خطيراً قد يؤدي إلى تلوث كبير في مياه النيل وروافده على المدى البعيد، ولاسيما مع تنامي عدد الســكان واســتمرار الأنشــطة الزراعية بنفس سلوك التخلص من بقايا الأسمدة والمبيدات والنفايات في مجرى الأنهار. المغرب جفاف مياه نهر ملوية، أحد أكبر أنهار المغرب إلى حد بات عاجزاً عن بلوغ مصبه في البحر الأبيض المتوسط، لأول مرة في تاريخه، وفق ما يقول أحد المتخصصيــن بالبيئة، ما يهدد الأراضي الزراعية ويحولها لأراضي بور والتنوع الحيوي في المنطقة. وتعود أسباب هذه “الظاهرة المدمرة إلى تراجع مســتويات النهر بســبب الإفراط في اســتهلاك مياهه”، كما يمكــن ملاحظة ذلك، مــن المصب القريب من مدينة السعيدية السياحية ملف العدد 21 الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2022 ) - سبتمبر 448 العدد ( وبدلاً من اســتخدام نقص هطول الأمطار لتحديد الجفاف، تحول الباحثون إلى »، ويتم حسابه على أساس VPD مقياس جديد يسمى «عجز ضغط البخار» أو« مزيج من درجة الحرارة والرطوبة النسبية ويتكون من الفرق بين كمية بخار الماء التي يمكن أن يحملها الهواء عند التشبع والكمية الإجمالية لبخار الماء المتاح. ويذكر أحد العلماء في مختبر «أرغون» في تقرير نشــره الموقع الرســمي للمختبر بالتزامن مع الدراســة: «أنه يمكن أن تعني فترة طويلة من (عجز ضغــط البخار) أعلى من المتوســط حدوث جفــاف، ونحن ننظر إلى الجفاف بشــكل مختلف عن طريــق تجاوز هطول الأمطار تمامــاً، وللنظر في المقام الأول فــي تأثير درجات الحرارة والتغيرات المســتقبلية في درجات الحرارة على الجفاف». ونظــراً لأن كميــة الماء التي يمكن للهواء أن يحتفــظ بها تعتمد على درجة حرارته، فإن الهواء الأكثر سخونة يكون عادةً أعلى في حساب «عجز ضغط البخار» من الهواء البارد. يقول جاميلين: «يحتفظ الهواء البارد برطوبة أقل من الهواء الساخن، لذا كلما زادت درجة حرارة الهواء، زاد بخار الماء الذي يمكن أن يحتفظ به، مما قد يؤدي إلى سحب الرطوبة من السطح وتجفيفه». ونظراً لأن مؤشرات مراقبة الجفاف الحالية تعتمد على البيانات الأسبوعية أو الشهرية، فإنها تمثل عادةً مؤشرات متأخرة عن حالات الجفاف الفعلية. “الجفاف الأوروبي”

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==