448
مــع انخفــاض كثافتهــا زاد حجــم النفايــات البلاستيكيــة ليشــكل خطراً بيئياً لم يصحَ له المجتمع الدولي إلا نهاية القــرن العشــرين. ومنذ ذلك الحين والعالم يشــــدد على عمليــات التصنيع والتخلص من البلاستيك لحماية كوكبنا من الانبعاثات الكربونيــة، والاحتبــاس الحراري، ومعضلة المايكروبلاستيكات المنتشرة في البــر والبحــر والجـو. وقد صرح أمين عام الأمم المتحدة السيد أنتونيو غوتيريز م بأن عالمنا يغرق بالنفايات البلاســتيكية 2018 فــي عام ملايين طــن من النفايات 8 الضــارة، حيــث إن أكثر من البلاستيكية تُكب في البحار سنوياً، وإن استمر الحال كما م ستتعدى كمية البلاستيك في 2050 هو عليه، فبحلول عام البحار كمية الأســماك! كما حثت نائبة الأمين العام للأمم م المجتمع 2022 المتحدة الســيدة أمينة محمد في مارس الدولي على دعم المشاريع الإيكولوجية وتمكين المبادرين لحماية المحيطات عن طريق خلق فرص عمل أكبر، إضافة إلــى تحديد أهداف عملية وواقعية لتفادي ما قد نشــهده من انبعاثات غازات الدفيئة والتي من المتوقع أن تســهم من إجمالي رصيد % 15 صناعة البلاستيك بما يفوق الـ م. 2025 الانبعاثات العالمية بحلول عام تتجه الضغوطات السياسيـة نحو تقنيـن تجارة البلاستيــك النفايات البلاستيكية 38 2022 ) - سبتمبر 448 العدد ( الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة صناعات البلاستيك تدخل المواد البلاستيكية في جميع الصناعات المعاصــرة، وتهيمن بالتحديد على قطاع ، البناء، والتشييد بنسبة % 35 . 9 التغليف بنسبة ، % 14 . 5 ، والغزل والنسيج بنسبة % 16 لذا سنركز في مقالنا على بدائل البلاستيك حول هذه المجالات الثلاثة. تصـنّـــع البلاستيـكـــات على هيئــة مركبات )، وهي مـواد مؤلفة تآزرياً Composites ( غالباً من مكونين رئيســين: أحدهما مادة صمغية تواصلية، أو ما يُطلق عليها ريزن )، والأخرى متقطعة تُعرف Resin أو راتنج ( بالحشوة، أو الدعامة. وظيفة الريزن الأساسية هي التوصيل التجانسي للحمل الميكانيكي الواقع على المركب إلى الحشوة التي من شأنها مقاومة وتحمّل هذا الحمل. وقد تأخذ الحشوات أشكالاً وأحجاماً لا نهائية، كروية أو طولية أو منسوجة، نانومترية كانت أم ميكرومترية. بشكل عام، يعطي الريزن المركب المرونة، أما الدعامة فهي مسؤولة عن صلابته. وقد نستغني عن الدعامات فنحصل على رزينــات بوليميريــة، كالبولــي إيثيلين وعبــوات الميــاه المصنوعــة مــن Polyethylene البولـي إيثيليــن تـيـرفـثـــالات . وفــي غالــب الأمر، terephthalate ; PET الريزنــات أو الراتنجــات هــي المكونات التي نطمع باســتبدالها بمواد قابلة للتحلل الحيوي. هنا نستعــين بالكيميــاء العضويــة لنبحــث عــــن بلاستيكـــات عضويـــة “خضراء” لها خواص مشابهة لنظيرتها البتروكيماوية، فنجــد أن الطبيعة تزخر بمــوادٍ قد ألهتنا البتروكيماويات عن دراستها وتوظيفها، من أبرزها وأكثرها انتشاراً مؤخراً حمـض ) Polylactic acid ; PLA عديد اللاكتيك ( الذي له خواص ميكانيكية وفيزيائية مقاربة جداً للبولي إيثيلين تيرفثالات، ولكن تعيبه درجة الذوبان المنخفضة نسبياً. مع ذلك، نجد أغشية وراتنجات عديد حمض اللاكتيك تبــاع تجارياً، وليس فقــط بالتجزئة، بل بالجملة وعلى نطاق واســع، ذلك بفضل وفرة هذا الحمض المستخلص من نشا الذرة، والتابيوكا (مادة نشوية تُستخرج من جذور نبتة الكاسافا، وهي مادة غذائية خاليــــة من الجلوتين)، وقصــب السكر، ومــن ثم سعره زهيد ويقارن بالبلاستيك. وبالطبــع لراتنجــات البولــي إيثيليــن تيرفثــالات خاصيــــة التحلـل العضوي، على عكس البلاستيك التقليدي. نجد ميزة أخرى في بعض البلاستيكـــات الخضـــــراء، ألا وهـــي التوافق البيولوجي ). كهــذه Biocompatibility مع جسم الإنسان ( الأغشية الشفافـــة والصالحــة للأكــل والتــي اُبتكــرت مؤخــراً من الطحالــب، حيــث أصبح وجودها أساســياً في الماراثونات بيئة عالمية
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==