453

ورد في الموسوعة العلمية المتخصصة في عالم وعلوم الحشرات (مقدمة في بيولوجية الحشرات وتنوعها - هلول ف. ديلي، جون ت. دوين، بول ر. إهرلتش) مبحث لافت للنظر حول التطور المبكر للحشرات في التربة والماء.. ومع حفظ الحقوق لدار ماكجروهيل للنشر.. ننشر جانبا من هذا المبحث. نشأة الحشرات من المتفق عليه بشكل عام أن الحشرات قد نشأت من أشــكال مفصلية بحرية. وتختلف الآراء، على أى حال، حول ما إذا كانت الخطوة الوسطية في التطور قد حدثت فى الماء أو على اليابسة. وبمعنى آخر، هل كانت الحشرات الأولى مائية أصلا، وأرضية ثانويا، أم العكس؟ الأدلة الأصل الأرضي. فالجهاز القصبي من الحشــرات وما شاكلها يبدو أنه قد نشأ بغرض نقل الهواء فــى بيئة أرضية. وتملك الأطوار المائية للحشرات نفس القصبات المملوءة بالغاز مثل الحشرات الأرضية. وعن طريق تحورات خاصة فقط يمكن للجهاز القصبى أن يعمل تحت الماء. وعلى الرغم من فإن كثيرا من الحشــرات لا بد وأن تعود مرارا الى السطح للحصول على الهواء حبابه. المجموعات المائية وفى معظم المجموعات الحشرية المائية تكون الأطوار الأولى هي المائية، والحشرات الكاملة هوائية أو أرضية، تعود بالقرب مــن الماء، أو تدخلــه لتضع البيض. ونصفية الأجنحــة المائية ، وغمدية الأجنحة هما فقط المجموعتان الكبيرتان اللتــان تعيشــان مغمورتين فى الماء كحشرات كاملة. فلم يتخل أى منهما عن تحوراته الأرضية: كلاهما يحتفظ عادة بأجنحته عاملة، ومعظم الخنافس تغذر فى التربة بعيدا عن الماء. وزيادة على ذلك، فإن أفلو كريدى (نصفية الأجنحة) المتخصصة من أوروبا، ويحتمل بعض أنواع (كابينا).. (نيموريدى، مطوية الأجنحة)، وهي فقط القادرة على أن تظــل مغمورة بالمياه طــوال حياتها. ولهذه الأسباب، لا بد وأن نستخلص أن الحشرات كانت في البداية أرضية، وأنها غير مهيأة تماما للعيش تحت الماء. التاريخ التطوري وخلال التاريخ التطوري للحشرات، فإن الأشكال المائية قد تكرر نشأتها، وربما مئات المرات، من أسلاف أرضية. فغالبا وليس دائماً ما تكون الرتب البدائية في مجموعة من الرتب، أو العائلات البدائية فى رتبة ما، مائيــة. والحياة في الماء لها مميزات معينة، أو خاصة بالنسبة للأطوار الأولى، فهى تحفظ من الجفاف والتجمد، وتحمى أعداء طبيعية معينة من أشباه الطفيليات. ومن الواضح أن المواطن المائية قد اســتعمرت مبكرا أثناء كل تفرع تطوري للحشرات، وأن الأشكال المائية مالت الى الصمود اكثر من اســ فها الأرضيــة. ومن ثم، فإن الأشكال الأكثر بدائية ممثلة خير تمثيل في البيئة المائية لأنها عاشــت هناك، وليس لأن الحشرات نشأت في الماء. ونعود الى البيئة الأرضية المبكرة. فالقصة الأولى لتطور النبات على اليابسة بدأت متأخرة في العصر السيلوري، وانتهت بانتهاء العصر الديفوني. النباتات الوعائية وخلال هذه الحقبة من الزمن القصيرة نسبيا، ظهر تتابع سريع للنباتات الوعائية: فالأقسام بسلوبسيدا، وليكوبسيدا واسفينو بسيدا، والسرخسيات أو بتيروبسيدا ويمكن تقديــر التنوع في هذه النباتات المبكرة بثلاثة وثمانين (جنسا) من الأبواغ التي ). ولما حفظ Chalones 1970 وصفت ( النبات البوغى كان يشبه الشجرة في بعض الأحيان. ووصلت (بسودو سبور كنس) الديفونية مترين أو اكثر في الطول. وقد اقتصرت كل هذه النباتات على الأماكن الرطبة لأن الجرثومة الســوطية لجبل النابت الجرثومي كان يحتاج الى الماء ليسبح فيه الى الخلايا البيضية. سجلات الحفريات وتدل سجلات الحفريات على أن مجموعة مختلفة مــن الرخويات، والديدان، والمفصليات من الممكن أن تكون قد عملت كمحللات عندما كانت النباتات تسقط في الماء. أما على اليابسة، فتوجد بعض الحفريات الحيوانية لتعيد بناء الشبكة الغذائية القديمة لعصر الحياة القديمــة الأول. ولا بد مــن أن المادة النباتيــة الرطبة المتحللــة كانت مكانا مناسبا للمفصليات لكي تُحدث الانتقال من الحياة المائية إلى الحياة الأرضية، فهنا كان الغذاء وفيرا، ويشــتمل على الأبــواغ والميكروبات، هذا بالإضافة الى الوقاية من الجفاف. تدعم حفريات هذا الوقت المتوفرة فعلا هذا التفسير. فالعقارب المفترســة ممثلة في كل من العصرين السيلورى والديفوني، وربما كانت الأنواع المبكرة منها مائية، ولكن العقــارب التي جــاءت متأخرة كانت أرضية. ومتعدد الأرجل (أركيدسمس)، معروف من العصر السيلورى وربما كان كافســا أرضيا. ولقــد وجد الحلم (بروتاكارس)، وقليــل من العنكبيات الصغيــرة في العصر الديفوني وربما كانت الحلم تتغذى على الكائنات الدقيقة وكانت القراويات مفترسة. فبعض الأدلة موجودة إذاً على أن المفصليات الكانسة والمفترسة استعمرت الأرض مبكرا في الطورين السلورى والديفونى - وزيادة على ذلك، فربما تكون قد سكنت الركام. فوجــود بعض المميــزات الوقائية فى أبواغ النباتــات الأرضية والفطريات التي عاشــت في هذا الوقت يدل على احتمال الاغتذاء عليها ونشرها بواسطة المفصليات. ولقد وجدت أيضا كســر من المفصليات داخل كســر من ساق نبات حفري، وفى داخل بذور حفرية، الأمر الذى يزيد من تدعيم فكرة احتمال أن المفصليات قد انتعشت في الركام. ) لا تعرف حفريات Kevan et al ., 1975 ( حشــرية محددة من العصر الديفوني، ء ا م ل ا و ة ب ر ت ل ا ى ف ت ا ر ش ح ل ل ر ك ب م ل ا ر و ط ت ل ا الا أن وفرة من حشرات مختلفة توجد فى طبقــات الطور الكربونى العلوى، مليون سنة من بعد. 30 حوالى الركام النباتي ويبدو من المحتمل جدا أن الحشــرات قد نشــأت ككانسات فى الركام النباتي وظهــرت عند نهاية الطــور الديفوني على الأقل ويحتمل أن الحشرات عديمة الأجنحة تمثل الحشرات المبكرة، وليس من قبيل الصدفة أن تكون كانسات فى ركام الوقت الحاضر. وبعض الأحياء من نفس التفرع المبكر للمفصليات الأرضية تشمل باوروبودا وسيمفيلا، وذوات الذنب القافز، وثنائية الذنب، وأولية الذنب، وكلابية الأرجل، وثنائية الأرجل، والعنكبيات بسود وســكوربيونيدا، اســكربيونيدا، بالبيجــرادا، بودجونا (ریســنیولای)، والقراديات البدائيــة وفلانجيدا. وهذه المجموعات توجد في الوقت الحاضر في التربة الرطبة وفى الركام. تطور الكانسات لمــا أصبح غذاء الحشــرات فى حقب الحياة القديمة يتكون أساسا من فرائس حية، أو الدم، أو الفطريات، أو النباتات الخضراء، أصبحت الحشرات مفترسات، أو طفيليات، أو آكلة فطريات، أو عشبية، ج ي ر ف ى س ن م ن ي ت س ر ك د ا د ع إ 22 23 2023 ) - فبراير 453 العدد ( الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - فبراير 453 العدد ( عالم الحشرات

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==