453

توصل فريق علمي من جامعة جنوب الدنمارك ، University of Southern Denmark إلــى أن كميات كبيرة مــن الكربون تتراكم في خنادق البحار في أعماق المحيطات. وبحسب الدراسة المنشورة في دورية جورنال أوف جيوفيزيكال ريسيرش بيوجيوساينس Journal of Geophysical Research ، تلعــب تلك الخنادق Biogeosciences دورًا مهمًا في تخزين المواد العضوية في أعمــاق البحار، و في توازن ثاني أكســيد الكربون في الغلاف الجوي. تراكم الكربون في الخنادق بحسب البيان الصحفي الصادر من جامعة جنوب الدنمارك ، فقد توصل الباحثون الى أن الكربون العضوي الذي يصعب تحلله، بما ، الأستاذ ورئيس Ronnie N . Glud غلود المركز الدنماركي للأبحاث المتخصص بدراسة خنادق “ هادال “: “الآن نرى أن كميات كبيرة من الكربون الأســود ينتهي بها المطاف في قاع خنادق أعماق البحار”. مــن ناحية أخــرى يقول بيــان الجامعة، ان الباحثين تحصلوا على عينات من عمق أكثر تراكم الكربون في خنادق أعماق الــــــــــــبحار من ســتة كيلومترات، مــن البحر، والتي تم تحليلها، ووجدوا أنه في عام، يتم تخزين ما طن من الكربون 1500000 و 500000 بين الأسود في أعماق البحر. ويضيف بيان الجامعة: ليس فقط كميات كبيرة غير متناسبة من الكربون الأسود تترسب في الأعماق، بل يحدث الشيء نفسه بالنسبة لأنواع الكربون المرنة الأخرى التي يصعب تحللها. حيــث أظهرت التحليلات أن كل متر مربع في الأجزاء الوسطى من خندق أعماق البحار مرة من الكربــون الأكثر مرونة 70 يدفــن مقارنةً بأعماق البحار بشكل عام. يقــول رونــي إن غلود: “علــى الرغم من أن المنطقة التي تم استكشــافها، لا تشــكل سوى جزءًا صغيرًا جدًا من قاع البحر، إلا أنــه يتم تخزين المزيد من الكربون بشــكل غير متناسب أكثر من أعماق البحار بشكل عــام ، و لذلــك ، علــى الرغم مــن حقيقة أن الخنــادق العميقة لها معدل دوران كبير نسبيًا للميكروبات ، فإن هذه المنطقة التي تم دراســتها تمثل جزءًا من دورة الكربون العالميــة وتعكس معدل تراكم ثاني أكســيد الكربون في الغلاف الجوي”. البحر كمكب للنفايات وبقول بيان جامعة جنوب الدنمارك، ان هناك احتمال ان يكون الكربون الأسود، ناتجًا عن حرق الوقود الأحفوري في البلدان المجاورة للدنمارك، مثل نيوزيلندا وأستراليا وتشيلي، التي ترســل الكربون الأسود إلى البحر مع الريح. وتتوافق هذه الفرضية مع حقيقة أن محتوى الكربون الأســود أعلى في الخنادق القريبة مــن البلدان الصناعية، في حين أن الخنادق القريبــة من البلدان الأقل تصنيعًا مثل غينيا الجديدة بها محتوى أقل من الكربون الأسود. وبحسب روني إن غلود، تعمل خنادق أعماق البحار كمناطق ترســيب للمواد العضوية، والتي يتم تسهيل العملية من خلال الزلازل المتكررة، إذ تحمل هذه الزلازل كميات كبيرة من المواد إلى أعمق أجزاء الخنادق وتدفنها في رواســب خالية من الأكسجين، وهذا ما يــؤدي إلى تراكم على مــدى قرون وآلاف السنين، وبالتالي، قد يرغب المرء في التساؤل عما إذا كانت خنادق أعماق البحار مناســبة لتخزين الكربون. ويقول روني إن غلود “لطالما استخدم الإنسان البحر وأعماق البحار كمنطقة نفايات بحجة أنه بعيدًا عن الأنظار وبعيدًا عن العقل، لكننا نعلم اليــوم أن هذا ليس صحيحا. المحيط، غني بالحياة، وما يحتويه من مواد بيولوجية وكيميائية حيويــة العمليات مهمة لوظيفة الكــرة الأرضية - وهــذا ينطبق أيضًا على خنادق البحار”. ويضيف غلود: “نحــن نعلم اليوم أن هذه الخنــادق التي تم دراســتها، تتمتع بحياة غنية ومتنوعة، وهي ديناميكية ومتنوعة للغاية ، وأن هذه المواد من الأرض والسطح تجــد طريقها إلى الداخل، ومنها للأســف البلاستيك والملوثات الأخرى التي تصل إلى أعماق المحيطات، وهو ما أظهرته عينات الرواسب التي تم الحصول عليها من منطقة الدراسة، والتي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق”. المصادر: البيان الصادر من جامعة جنوب الدنمارك Carbon , soot and particles from combustion end up in deep - sea trenches https :// www . sdu . dk / en / nyheder / forsk� ningsnyheder / kulstof - i - dybhavet الدراســة المنشــورة في دوريــة جورنال أوف Journal جيوفيزيكال ريسيرش بيوجيوساينس , of Geophysical Research Biogeosciences Sediment Accumulation and Carbon Burial in Four Hadal Trench Systems https :// agupubs . onlinelibrary . wiley . com / doi / 10 . 1029 / 2022JG006814 مرصد البيئة إعداد: د. عبدالحكيم محمود اليمن استكشاف خنادق البحار تُعد خنادق أعماق البحار من أقل الأماكن استكشافًا على الأرض، بسبب صعوبة الوصول إليها، فهي سوداء اللون والضغط فيها مرتفع للغاية، ولذلك فإن جمع العينات وإجراء قياسات موثوقة للعمليات التي تنظم دوران المواد العضوية في العمق أمر صعب. ولكن في الســنوات القليلة الماضية، قام الباحثــون من جامعة جنوب الدنمارك بعدد من الرحلات الاستكشــافية إلى احــدى مناطق خنادق أعماق البحار، وهي . Hadal zone منطقة الأخاديد القاعية العميقة وقد اســتخدم الباحثــون في رحلتهم الاستكشــافية لمنطقة” هــادال “، روبوتات متطورة تحت الماء، والتي قاموا بابتكارها مسبقا، وقد أطهرت الدراسة أن تلك الخنادق شديدة الانحدار في أعماق البحار، وتتراكم فيها مواد مختلفة بما في ذلك الكربون العضوي الذي ينتهي في قاع الخنادق، كما كشفت أنه يمكن ان يكون قاع الخندق في أعماق البحر نقطة ســاخنة حقيقية لترسيب أشكال الحياة الميكروبية التي تحول المادة. في ذلك ما يسمى بالكربون الأسود، يتراكم بكميات كبيرة في قاع الخنادق. والكربون الأسود يتكون من جزيئات تكونت أثنــاء حرق الوقود الأحفوري والأخشــاب والغابــات ؛ وهو ما يؤدي إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي فإن وجود الكربون الأسود هو مؤشر على مدى احتراق الأحافير، إذ يمكن أن تساهم الجسيمات نفسها أيضًا في الاحترار، حيث تنقلها الرياح والطقس إلى المناطق المغطاة بالجليد، على سبيل المثال. المناطق القطبية، التي تســتقر على الجليد والثلــج، مما يزيد مــن امتصاص الحرارة وبالتالي الذوبان. يقول رئيس الفريق العلمي للدراسة روني إن 42 43 2023 ) - فبراير 453 العدد ( الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - فبراير 453 العدد ( مرصد البيئة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==