454
بيئة مشابهة لبيئتها الطبيعية بقدر ما يمكن، ففي هذه الحالة يتعرف الزائر على المواطن الطبيعية للأفاعي، وتتاح له الفرصة لتذوق الجمال الطبيعي، على أن يترافق العرض بصور ووصف مطابق للوضع الطبيعي، وتقديم معلومات بيولوجية عن تكيف الأفاعي مع البيئة. إن الهدف الأساسي من عرض الأفاعي في الحديقة ليس للمشاهدة الحسية العابرة فقط، بــل لتوضيح التنوع الكبير في المملكة الحيوانية من خلال عرض العينات الحقيقية المعبرة، وتثقيف الجمهور بأهمية الأفاعي في عملية التوازن الحيوي البيني، فغيابها يعني كثرة القوارض وغيرها من الحيوانات التي كانت تتغذى عليها، فليست كل الأفاعي سامة، ولهذا أخذ الكثير من الهواة يشــيدون المزارع لتربيتها وحمايتها. ثانياً - يجب أن يكون مأوى الأفاعي في الحديقة أو المزرعة جميلاً، كأن تصنــع أقفــاص زجاجية بتصاميــم جيــدة بداخلها بيئة قريبة من بيئة الأفاعي، فمن الضروري أن يحتوي القفص على أشجار وأغصان شجرية بالنسبة للأفاعي التي تعيش على الأشجار، فالأغصان تعطيها فرصة للتسلق، كما يجب أن يكون الجو الداخلي للقفص يماثل المناع الــذي كانت تعيش فيه الأفعى في الطبيعة. والخلاصة يجب أن يكون القفص بيئة جمالية طبيعيــة ومناخية بــأن واحد وبطبيعة الحال ليس من الممكن دائماً تحقيق كل هذه الأهداف، فالأفاعي الضخمة الكبيرة قد تدمر محتويات القفص، ولهذا يجب أن يكون القفص متناسباً مع حجم الأفعى. عندما تكون الأفعى ســامة يجب ثالثا: أن يؤخــذ جانــب الحيطة بحيث تصبح الأفعــى مرئية ومعزولة عن الجمهور وتحت سيطرة تامة طول الوقت، فالأشخاص العاديون والزوار يمنعون من مسك الأفعى، وحتى العمال والمشرفون يجب أن يكونوا مدربين لاتخاذ إجراء الأمن والسلامة كارتداء الألبسة والاحذية الواقية و تتوافر بالقرب من الأقفاص صيدلية مصغرة تحتوي الأمصال المضادة للسموم لاستخدامها وقت الحاجة إن الخبرة اللازمة للتعامل مع الأفعى يجب أن يكتسبها الطاقم المسؤول عن الأفاعي السامة وغير السامة، غير أن التساهل قد يكون مع بعض الأفاعي الأليفة، فأفعى البوا التي أخذت تتكاثر في الحدائق بشكل مقبول. برباط جأشه، وتصرف بحكمة بالغة، فبدلاً من أن يحرر يده قام بهدوء بحلب الســم من الغدد السمية فانسكب الســم بعيداً عن يده من قنوات الأنياب، وبعد أن جفــف الأنياب بالكامل قام بتحرير يده، ومعالجة الجرح بدون ســمية. كان هذا الرجل يقوم باستخراج السم من نحو منة حية، فتعرض لعشرات اللدغات التي تغلب على آلامها بالمعالجة بالمصل الوقائي، والنتيجة أنه أصبح شــديد الحساســية للمصل، فأصبح حذراً في تعامله مع الأفاعي. لم يفقد كراوز حبه للأفاعي، وكان يبحث عن الحلول لمشــاكل أســرها وتربيتها، كان هذا الرجل يكرس كل وقته للأفاعي، الســامة منها بصورة خاصة. لم يمت کراوز بســبب نتيجة لحادث سير 1970 ســموم الأفاعي، فقبل تقاعده بوقت قصير توفى عام پ عادي، ويموته توقفت الكثير من الخطط والإنجازات بشأن الأفاعي 23 الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - مارس 454 العدد (
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==