455

) خالية والباب 1 على باب البيت، والدار( منصفق . ثم راح الأعرابي الخرف يخاطب ،) 2 الكلب يحسبه لصاً: هيه يا ملأمان ( أما والله إنك بي لعارف، وإني بك أيضاً لعارف، فهل أنت إلا من لصوص بني مازن ؟ شربت حامضاً خبيثاً حتى إذا دارت الأقداح في رأســك منتك نفسك الأماني فقلت: إلــى دور بني عمرو، فإن الرجال خلوف والنساء يصلين في مسجدهن، فليس للسرقة وقت أنسب من هذا الوقت. ســوأة والله، ما يفعل هذا الأحرار. لبئس والله ما منتك نفسك، فاخرج، وإلا دخلت عليك فصرمتك مني العقوبة، لأيم الله ، لتخرجــن أو لأهتفن عليك هتفة مشئومة يلتقي فيها الحيان فيصير بذلك أمرك إلى تباب . ولئن فعلت ، لتكونن أشأم مولود . فلمــا رأى الكلب لا يجيبــه، جنح إلى اللين فقال : اخرج يا بني وأنت مستور إني والله مــا أراك تعرفني. ولو عرفتني، لقد قنعت بقولي، واطمأننت إلى نصحي . أنا عروة بن مرثد أبو الأغر المرثدي خال القوم، وفي منزلة العزة والكرامة بينهم، لا يعصونني في أمر . وأنا لك بالذمة كفيل خفير، لا يمسك ضر ولا يلحق بك أذى. فاخرج وأنت في ذمتي. وعندي وعاءين من تمر أهداهما إلى ابن أختي البار الوصول ، فخذ أحدهما وانتبذه حللاً من الله تعالى ورســوله صلى الله عليه وسلم . وكان الكلــب إذا ســمع الكلم أطرق، ) الخروج 3 وإذا ســكت وثب يريــغ ( ) الأعرابي ثم قال : يا ألأم 4 فتهانف ( الناس وأوضعهم، إذا قلت لك البيضاء والســوداء تطرق وتسكت، فإذا سكت عنك، تريغ المخرج .. والله لتخرجن - بالعفو عنك - أو لأدخلن البيت عليك بالعقوبة فلمــا طال وقــوف الأعرابي ، جاءت جارية من إماء الحي فقالت : أعرابي مجنون، والله ما أرى في البيت شيئاً . ودفعت الباب ، فخرج الكلب يشــتد ، وحاد عنه أبو الأغر مســتلقياً على قفاه من الخوف وهو يقول : الحمد لله پ الذي مسخك كلباً وكفاني منك حربا الهوامش: - البيت من الدار: موضع البيات خاصة 1 بخلاف الدار فإنها أعم وأشمل. - لئيم 2 - يريد. 3 - تهانف: تضاحك في سخرية واستهزاء 4 .. ومن ذلك قول عمر بن أبي ربيعة يصف امرأة: ولقد قالت لأتراب لها ذات يوم وتعرت تبترد أكما ينتعي تبصرني عمركن الله أم لا يقصد فتهانفن وقد قلن لها حسن في كل عين من تود 23 الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - ابريل 455 العدد ( طرائفحول الصيد

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==