455
و فيه بدأ نشوء تأثير المواد الكيميائية على النظم البيئية وذلك بسبب ما كانت تنفثه المصانع والمنشات الصناعية من أدخنه محمله بالسموم إلى الهواء وكان ذلك بداية مشكلة التلوث البيئي. لقد افرز هذا العصر العديد من مشكلت التلوث في أنظمه البيئة المختلفة كالهواء والماء والتربة، ومع العصر الصناعي اتجه الإنســان إلى استغلل مصادر الطاقة المستكشفة وهي مصادر الطاقة الاحفورية والمخزونة في باطن الأرض ــــــناعة الكوارث” وهي الفحم والبترول والغاز. وعن طريق هذه المصادر المستخدمة كوقود لتشغيل المنشآت الصناعية كان إحراق المواد الكربونية وبثها إلى الهواء بشــكل كثيف إلى حد لا يســتطيع فيه الغلف الجوي والنظم البيئية استيعابها. وقد نتج عن هذا النشاط الصناعي تزايد مطرد في اكاســيد الكربون الصاعدة نحو الغلف الجوي وهكذا كان تأثير الصناعــة على النظم البيئية مما أدى إلى نشوء المركبات الكيميائية الغريبة على الأنظمة البيئية. إن الثــورة الصناعية ومــا تلها من تطورات تكنولوجية بالقدر الذي أدت إلى تقدم حياة الإنسان بالقدر نفسه أدت إلى تدهور الأنظمة البيئية. الكوارث البيئية وعن طريق العلم بدأ الإنسان يكتشف الكوارث البيئية التي حلت على كوكب الأرض، فبفضل العلم الحديث عرف الناس أن درجة حرارة الكرة الأرضية آخــذة بالارتفاع عن معدلها الطبيعي وساهمت الأقمار الاصطناعية في الكشف عن المشكلات البيئية من خلال الصور والمعلومات التي كانت توفرها الأحوال البيئية السيئة وهكذا كان العلم منذراً بكثير من كوارث البيئة ومشكلاتها. لقد أدت الكوارث البيئية الناتجة عن تلوث الهواء والماء في بعض المناطق الصناعية الأوروبية والأمريكية إلى دفع الوعي البيئي، و كان ذلك في خمسينيات وستينيات القرن العشرين حيث كان للتقدم العلمي ووسائله المتقدمة في مجالات الاتصال ودراسة الأحوال الجوية إضافة إلى الدراسات والأبحاث التي حققت تقدما في المجالات البيولوجية والصحية دور في إطلاق العلماء صيحاتهم الداعية إلى حماية البيئة ونشر الوعي البيئي والى استنهاض همم المجتمع الدولي و الالتفات إلى بيئتهم وكرتهم الأرضية التي تضمهــم، وبالفعل أدى ذلك إلى عقــد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة في م في 1972 يونيو 5 - 6 الفترة مــن العاصمة السويدية استكهولم حيث كان هذا المؤتمر أول مؤتمر يعقد لمناقشة المشــكلات البيئية واعتبر بذلك أول اعتراف رسمي بالقضايا البيئية. برنامج يونيب ولعل من ابرز نتائج وإنجازات مؤتمر م هو الخروج بتوصية 1972 ستوكهولم لإنشــاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة –يونيب- كدليــل على جدية التعاون الدولي لحماية البيئة. وبعد مؤتمر استكهولم وإنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة شهد العالم اهتماما بالقضايا والمشكلت البيئية ومعالجتها بل أن ثمة مشكلت جديدة قد برزت إلى السطح تعاقبا مع تأسيس المنظمة الدولية لحماية البيئة وتعتبر مشــكلة تأكل طبقة الأوزون التي عرفت عند ظهورها فــي الثمانينــات من القرن الماضي باســم ثقب الأوزون والتي أظهرت اهتمام المجتمع الدولي بسقف الأرض والقيام بالدراسات والأبحاث العلمية لمعرفة الأسباب التي أدت إلى استنزاف طبقته. إضافة إلى ذلك فقد ظهرت إلى السطح أيضا ومن خلل وسائل الإعلم والمؤتمرات والندوات العلمية الدولية مشاكل الجفاف والتصحر والتنوع البيولوجي وتدهور التربة وتدمير الغابات وتراكم النفايات وارتفاع منسوب المياه وزيادة معدل الفيضانات المدمرة في كثير من بلدان پ العالم 39 الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - ابريل 455 العدد (
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==