455

(الستراتوسفير)، مما يؤدي إلى عكس نسبة من أشعة الشمس بعيدا في الفضاء، وتهدف هذه العملية لحجب الشمس بهدف التقليل من معدل ارتفــاع الحرارة إلى النصف، وذلك محاكاة لبركان جبل بيناتو في الفلبين الذي وضخ ما يقدر بنحو عشرين 1991 اندلع عام مليون طن من ثاني أكسيد الكبريت في طبقة الستراتوســفير، وهي طبقة الغلف الجوي كيلومترا فوق 50 إلى 10 التي تمتد من نحو ســطح الأرض، حيث سبب الثوران ضبابا لجزيئات الكبريت التي تبرد الكوكب بنحو درجة مئوية. 0 . 5 ــــشمسية وحسب هذا السيناريو، سيتم نشر جسيمات الكبريتات في طبقة الستراتوسفير وذلك من خلل تطويــر طائرات قادرة على التحليق على علو شاهق يصل إلى عشرين كيلومترا تقريبا لإطلق جسيمات حاجبة لأشعة الشمس. 2 وقد قدرت تكاليف أسطول الطائرات بين مليارات دولار سنويا، وهي تكاليف لا 3 و تمثل إلا قدرا ضئيل من عشرات التريليونات من الــدولارات التي يتكبدها العالم ســنويا نتيجة لأضرار التغير المناخي. تعتيم الشمس أما الدراسة الثانية فقد نشرتها دورية نيتشر بعنوان 2018 نوفمبر/تشرين الثاني 30 في “إجــراء أول تجربة لتعتيم الشــمس لتبريد الأرض”، وتتنــاول تجربــة لمجموعة من علمــاء جامعــة هارفارد أيضــا تتلخص في رش مجموعة من الجسيمات. فقد أورد الباحثون أنهم يستعدون لإطلاق بالون يحمل جسيمات من كربونات الكالسيوم في على أن يطلق 2019 طبقة الستراتوسفير عام البالون مئة غرام من كربونات الكالســيوم، وهي مادة كيميائية مضادة للحموضة، وتعد مرشحا مثاليا للاستخدام في تطبيقات الهندسة الجيولوجية لأن عملية المحاكاة أظهرت أنها قادرة على البقاء فــي الهواء لأعوام وهي تعكس الأشعة الشمسية. وبعد أن يطلق البالون كربونات الكالســيوم سيتم استخدام نظام ليزري لمتابعة كيفية تشتت الجسيمات إن تم إطلاقها في كميات ضخمة. وقد وصف التقرير هذه التجربة بأنها ستكون الأولــى التي تأتي ضمن تطبيقات الهندســة الجيولوجية الشمسية، لذا فهي تخضع لتدقيق مكثف من بعض خبراء البيئة الذين يقولون إن مثل هذه الجهود قد تشكل خطورة على البيئة. الهندسة المناخية وتأتي هذه الدراسات والتجارب في وقت أبدت فيه العديد من المؤسســات العلمية المتخصصة بدراسات التغير المناخي انتقاداتها ومخاوفها من تطبيقات الهندسة المناخية أو ما تعرف بتطبيقات الهندسة الجيولوجية، واعتبرتها لا تمثل حل لمعالجة مشــكلة الاحتباس الحراري والتغير المناخي. وأصدر معهد تحليلت المناخ -وهو معهد دولي متخصص في علوم وسياسات المناخ ومقره بمدينة برلين الألمانية- تقريرا عن بعض جوانب تقنيات الهندسة الجيولوجية وهي إدارة الإشــعاع الشمسي، جاء فيه أن هــذه التقنيات لا تعالــج دوافع التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية ولا تتعامل مع انبعاثات غازات الدفيئة، إضافة إلى ذلك ستكون لهذه التقنيات والتطبيقات تأثيرات على الدورة الهيدرولوجية العالمية وعلى حركة ومواســم الرياح، وسيكون لها تأثيرها في العديد من الاضطرابات الجوية الموسمية. كما أشار التقرير إلى أن إدارة الإشعاع الشمســي لا تعالج بأي شــكل المشــكلة الخطيــرة لتحمض المحيطات التي تهدد الشعاب المرجانية والحياة البحرية لأنها لا تخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وبالتالــي تؤثر على تركيز ثاني أكســيد الكربون في الغلف الجوي. كما أن من شأنها أن تقوض إمكانات الطاقة المتجددة، وبما أنها تقلل كمية الإشــعاع الشمسي التي تصل إلى سطح الأرض فإن إدارة الإشعاع الشمسي سوف تقلل إلى حد كبير أحد أكبر البدائل لتوليد الكهرباء من الوقود الأحفوري وهو الطاقة الشمسية. المصادر : - التقارير الواردة من الفريق الحكومي الدولي 1 Inter� المعني بتغير المناخ التابع للأمم المتحدة governmental Panel on Climate Change ( IPCC ) https :// www . ipcc . ch / sr15 Environ� - دراسة مجلة رسائل الأبحاث البيئية 2 mental Research Letters http :// iopscience . iop . org / article / 10 . 1088 / 1748 - 9326 / aae98d Nature - دراسة مجلة نتشر 3 https :// www . nature . com / articles / d41586 - 018 - 07533 - 4 51 الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - ابريل 455 العدد (

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==