457
دراسة بيئية حلول مشكلة نقص المياه توجد حلول وإستراتيجيات عديدة يمكن اتّباعها للحدّ من ظاهرة نقص المياه التي تواجه العالم، ومن أهمّ هذه الحلول ما يأتي: لــنــشـر السلوكيات التعليــم والـتـوعــيــة: والعادات التي من شأنها التقليل من استنزاف مصادر المياه العذبة في الطبيعة. للحفاظ على مصادر ابتكار تقنيات جديدة: المياه وتطويرها، وخاصة في المناطق التي تنضب فيها خزانات المياه الجوفية، أو تُعاني شحّ مياه الأمطار. وذلك إعادة تدوير مياه لصرف الصحيّ: بعد معالجتها في محطات تنقية خاصة، وهو ما تتبعه بعض الدول مثل: سنغافورة، وجمهورية شرق آسيا في سبيل تخفيض واردات المياه، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه النظيفة الصالحة للشرب. تجنّب الإســراف فــي اســتخدام المياه المخصّصة للريّ والاستخدامات الزراعية: من المياه العذبة في العالم % 70 حيث إنّ تُستخدم في مجال الزراعة، فالاقتصاد في استخدام المياه المخصّصة للزراعة عن طريق وسائل الري الحديثة كفيل بخفض نسب نقص المياه في العالم. تجعل وضع تســعيرة مناســبة للمياه: الحصول عليه ميسّرًا للمستهلكين، ومن جانب آخر تحمي المياه من مخاطر التلوّث والنفايــات، فلا يجوز رفع ســعر المياه بشــكل مُبالغ فيه؛ ممّا يُفقِد المســتهلكين قدرة الحصول عليه، ولا خفض ســعره لقيمة تُسهِّل على الناس استنزاف المياه وتلويثها. وفي تحليل لقطاع المياه في دول مجلس التعاون الخليجي، خلص الزباري وآخرون م إلى أن هذه الدول ورغم تعاملها 2017 الجيد نسيبًا مع قضايا ندرة ونقص المياه تتعرض البنية التحتية المكلفة التي أنشئت لمواجهة التحدي لاختبارات جديدة بسبب عوامل مثل النمو السكاني والتغيرات في أنماط الاســتهلاك، وأوجه القصور في توصيل المياه، وتتفاقم كلها بسبب الآثار غير المباشرة لتغير المناخ، وقد استثمرت دول مجلس التعاون الخليجي بشكل كبير في البنية التحتية الأساســية للمياه مثل: عمليات تحلـيـــة المـيـــاه، ومـعـالجتها، وإنـــشاء الســدود. ومع الارتفاع الكبير في الطلب وتناقص الإمدادات قد تضطر دول مجلس التعاون الخليجي إلى الاستثمار في زيادة قدرة تحلية المياه التي يمكن أن تكون مكلفة للغاية من حيث الطاقة اللازمة لتشغيل محطات تحلية المياه، والتكاليف المرتبطة بها المتأتية عن استهلاك النفط والغاز. تطويــر محطّات تنقية موفّــرة للطاقة: فعلى سبيل المثال يمكن استخدام الطاقة الشمسية لتزويد محطات تنقـيـة المــيـــاه بالـطـاقة اللازمة. وهو تطوير أنظمة تجميع مياه الأمطار: أسلوب يجب اتّباعه خاصة في المناطق التي تُعاني شحّا في مياه الأمطار نتيجة تغيّرات المناخ. تعزيز الشراكة بين الحكومات والمجتمع يُعتبر الأطفال من الفئات الأكثر تأثّرًا بعدم الحصول على مياه صالحة للشرب، فالمياه النقيّة ضرورة أساسية للنموّ السليم للاستفادة من التجارب في صنع القرار: المجتمعية وضمان الحصول على حلول ذات فعّالية في مجال إدارة المياه ومواردها. سنّ سياسات وقوانين دولية ووطنية: تساهم في حماية المياه العذبة من التلوث؛ نتيجة تصريف النفايات أو المياه العادمة فيها؛ ممّا يضمن ســ مة الأمن الغذائي والمائي. بناءً على نهج علميّ تطبيق إدارة شاملة: وعمليّ للإشراف على جميع الموارد المـائـيـة الطبـيـعـــية للمياه العذبة وتعزيزها، مع الأخذ بعين الاعتبار الجـوانـب الاقتـصـادية والثقافية والبيئية في المجتمع، فمن الأمثلة على الإدارة الشاملة لموارد المياه: تشغيل محطات معالجة لمياه الصرف الصحيّ تستمدّ طاقتها من مصادر طاقة متجددة، مع إقامة شراكات مع شركات طاقة تنتج الوقود الحيويّ باستخدام الطحالب المائية، واستخدام جزء من مياه الصرف الصحيّ في ريّ المحاصيل؛ ممّا يساهم في تقليل كلفة الضخ والمعالجة. تحسين البنية التحتية لأنظمة توزيع المياه: ممّا يضمن العدالة بالتوزيع والتقليل من هدر المياه، وحماية صحّة الناس، فالبنية التحتيــة الضعيفة تُفاقِم مشــكلات نقص المياه، وتزيد من فرص انتشار الأمراض المنقولة بالمياه الملوّثة. محاولة تقليل استخدام المياه في الصناعة: حيث يمثّل الاستهلاك الصناعي ما نسبته من الاستهلاك الكلّي للمياه، ويكون % 22 ذلك من خلال تفعيل التصنيع المســتدام الذي يُقلّل استهلاك المياه في الصناعة. بناء الأطر الدولية والتعاون المؤسسي: التي من شأنها تحقيق الاتفاقيات الدولية الملزمة فــي قضايا إدارة موارد المياه، وتوفيــر المياه العذبة التي تُعدّ أحد أكبر تحدّيات التغيّر المناخيّ الذي يواجهه العالم. فتلوّث المياه معالجــة تلوّث المياه: هو أحد أهمّ أسباب نقص المياه في العالم، ولهذا فــ بدّ مــن قياس مســتمرّ لجودة المياه ومراقبتها لضمان صحة الإنسان، والتنوّع البيـولـوجـــي. ولضـمـان الوصول العادل لمياه الشرب لجميع فئات الناس، باعتباره حقّا أساسيًا للأفراد، وهو أحد أهمّ أهداف الأمم المتحدة للتنمية للألفية الحالية. التخفيف من آثــار التغيرات المناخية: فنقص المياه هو أحد أبرز وأخطر أعراض التغيرات المناخية على كوكب الأرض؛ لذلــك لا بدّ من اتباع سياســات وتدابير تهــدف إلى التقليل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تؤدّي إلى التغيرات المناخية التي يواجهها العالم، ومن أهم الخيارات المتبعة هي استخدام مصادر الطاقة المتجددة المختلفة. يجب علينا أن نولي الإدارة المســتدامة لمصادر المياه الأولوية القصوى إذا أردنا أن نتجنب أزمات المياه بالمستقبل. يتطلب التكيف الناجح الاستثمار في مجال أنظمة المياه المستدامة، والبنية التحتية، وتحسين كفاءة استخدام المياه لاستغلال المعلومات والتكنولوجيا الحديثة. يمكن حدوث ذلك من خلال المزج بيــن الحلول الطبيعية والمصنعة، إضافة إلى القرارات التنظيمية من قبل مؤسسات وهيئات إدارة المياه. وفي ختام مقالي هذا أَجد لزامًا عليّ التأكيد على أهمية المحافظة على الماء من الهدر، والإسراف، وعدم تلويثه؛ لأنه أساس البقاء لجميــع الكائنات الحية، فهو ســبب حياة الإنسان والحيوان والنبات، وهو نعمة لا ندرك أهميتها إلا عند فقدانها. فالماء هو سر الحياة الذي جعل لله منه كل شيء حي بأمره، فلولا نعمة الماء لما عاش إنسان، ولا نبات، ولا حيوان، ولا تزينت الطبيعة بالجمال، والخضرة، كما أن رؤيته فيها ■ سعادة لكل إنسان مكتئب توجد حلول وإستراتيجيات عديدة يمكن اتّباعها للحدّ من ظاهــرة نقص المياه التي تواجه العالم نقص المياه 18 19 2023 ) - يونيو 457 العدد ( الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - يونيو 457 العدد (
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==