458

أيا كانت طريقة قياس مستوى المعيشة، فليس ثمة من شك حول الانحراف الموجود بين جزء من العالم والجزء الآخر، ليس من شك أيضا فى أن إعادة توزيع الثروة إذا مــا تمت فلن تقدم أى حل للمشــكلة مقبول أو عامل، ثمة ناحيتان من نواحي الناحية الاقتصادية أقل كفاءة من المزارع الأحادية الواســعة، وإن كانت لها ميزة أنها تتطلب أن يعيش الناس حيث يزرع الغذاء، كما أنها تؤدي إلى استخدام أفضل للمنتجات الثانوية والتي قد تبدو كمهملات. لو أمكن إصلاح بعض الجنوح الفاضح فى استهلاك الطعام، لفاض الغذاء العالمي عن الحاجة وأصبح أرخص. حول العالم يتعاطى الأمريكي في المتوســط قدراً كجم من الحبوب سنويا 800 يزيد على سبعة أثمانه في صورة لحوم حمراء. في الستينات اشترت هولندا لتغذية حيواناتها كميات من اللبن الفرز تزيد على ما منحته كمعونة للدول الفقيرة. أما ذروة الجنوح فيتمثل فى تقديم مسحوق السمك غذاءً لمستهلك ابتدائي هو كتاكيت التسمين، بينما المسحوق يأتي عن مستهلكين من المستوى الثالث والرابع والأعلى - حاول أن ترسم سلسلة الغذاء وتحويل الطاقة هنا. لن تجد فقط أن بعض الدول تأكل بشراهة، لكن البعض يحول غذاء الإنسان إلى مصادر أخرى: سعت البرازيل إلى تقليــل فاتورة ما تســتورده من بترول بتحويل ملايين الأطنان من سكر القصب والكاسافا إلى كحول يمكن استخدامه فى الصناعة وكإضافات لوقود المحركات. تجاوز محصول انجلترا 1978 في عام وويلز كل السجلات السابقة، زاد حتى عــن أكثر التنبؤات تفاؤلا، ورغم ذلك فمازالت بريطانيا تستورد نصف غذائها، بسبب العادات الغذائية. مازال المستورد من الغــذاء يعتمد على رخص العمالة بالخارج. فعلبة الأناناس المستوردة من كينيا تقارب فى الثمن نفس الوزن من التفاح المحلي. أما وجه السخرية فهى أننا لو رفعنا أجر العامل الزراعي بكينيا فسيستطيع شراء المستورد، لكن الأناناس سيصبح أغلى وسيصعب العثور عليه بالأسواق الأوروبية . استثمار تجاري سواء رضينا أو لم نرض، فإن إنتاج الغذاء هو استثمار تجاري، لقيمة المحصول فيه الأولوية قبل وسيلة الحصول عليه. والفائض أيضا ســلع تجارية يمكن أن تســتخدم في برامج المساعدات، دون النظر إلى صالح المتلقي. فاللبن الجاف كثيرا ما يكون البند الرئيسي في برامج المســاعدات الغذائية، لكن الكثير من البالغين بالمناطق الاستوائية لا يمكنهم هضم اللاكتوز - وهو سكر يوجد باللبن - ويمرضهم شرب اللبن. والكثير من الفائض عادة ما يبدد، حتى لقد قدّر أن الولايات المتحدة تبدد في كل عام من الغذاء ما يكفى لتغذية خمسين مليونا من البشر - ونسبة كبيرة من هذا الفاقد من المنازل الخاصة. لا يبدو أ ن المتاح من الغذاء يعمل كعامل فى تنظيم حجم عشيرة البشر بنفس الطريقة التي يعمل بها في الحيوانات الأخرى. والحق – كمــا رأينا - أن أفقر الدول كثيرا ما يكون لها أعلى معدلات التزايد السكاني. لكنــا لا يجب أن نتجاهــل احتمال أن تنتهي الصراعات الساسية والعسكرية - الناجمة عن الاســتياء من الظلم في توزيع الطعام - بأن تُحطم الدول الثرية. مشكلة الجوع مشكلة واضحة والقدرة على معالجتها في متناول أيدينا. أما ما نفتقر إليه فهو الشجاعة في أن نتفق على أن الجوع هو المشــكلة ذات الأولوية تحتاج وأنها من المجهود المكثف قدر ما بذل للوصول إلــى القمر ولتطوير الأسلحة المعقدة. إن المرتقب ليس مفعما بالأمل، لكن وضع خطة عالمية للتخلص من الجوع وســوء التغذية دون إفساد الأرض وتبديد الطاقة، هو أمر ممكن. إن القضية هي ما إذا كانت الاهتمامات السياسية والاقتصادية ستهزم التعاون دكتور أحمد مستجير العميد الأسبق لكلية الزراعة بجامعة القاهرة إنتاج الطعام والوقـاية من الأمــــــراض.. أثمة نجاح؟ الحيــاة لهما أهميتهما الخاصة فى تميز الــدول الغنية عن الفقيــرة، وهما وفرة الغذاء وتفشي الأمراض المعدية. منحتنا الاكتشــافات الحديثة بالستينات والسبعينات فى مجالات الزراعة والتغذية والطب ومقاومة الآفات، منحتنا أماني كاذبة عن إمكانية تغذية كل سكان العالم تغذية صحيحة، والتخلص من الأمراض المميتة والموهنة، لكن الآمال قد تراجعت مؤخرا، لقد تباينت تقديرات حجم المشــكلة، لكن الواضح أن عدد الجوعى يزداد كل عام، وأننا لم نكسب بالتأكيد معركتنا ضد الأمراض المعدية، ما الخطأ؟ تراجع التفاؤل كان السبب في تراجع التفاؤل بالنسبة لحل مشكلة غذاء العالم هو الثمن الاقتصادي والطاقي لمحاصيل الثورة الخضراء، والثمن ممثلا أيضا في تدهور الأراضي الناجــم عن نظم الــري والاقتلاع غير المدروس للغابات. كما أن الطرق الحديثة “ الكفء”، لزراعة محاصيل الحبوب كإنتاج رئيسي تتطلب مساحات واسعة من الأرض، وتوظف عددا أقل نسبيا من العمال. كثيرا ما يكون ملايين الجوعى في هذا العالم من سكان المدن الذين لا يقيمون حيث ينتج غذاؤهم - بل وقد لا يعيشون حتى في نفس الدولة. والمزارع الصغيرة المختلطة هي من في إصداره.. “البيئة وقضاياها” .. تناول بالترجمة الدكتور أحمد مســتجير، العميد الأســبق لكلية الزراعة بجامعة القاهرة.. “علم البيئة”.. شارحا لمفاهيم أساسية لهذا العلم.. وفي المقال نقدم بعضا من ذلك.. مع الاحتفاظ بالحقوق للدكتور مستجير ومركز النشر. 18 19 2023 ) - يوليو 458 العدد ( الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - يوليو 458 العدد ( قضية بيئية

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==