458

الضــروري لبلوغ نظام عادل لتوزيع الطعام. وباء الجدري مشكلة الوقاية من الأمراض والقضاء عليها مشكلة مختلفة بعض الشيء. فالدول الغنية عادة ما تقدم المعرفة الطبية مجانا للدول الفقيرة. والحق أن ما يصدر من وسائل حفظ حياة الناس يفوق كثيرا ما يصدر من وســائل منع ولادتهم، وهذا من أهم أسباب المعدلات المرتفعة للنمو السكاني في الدول الفقيرة. لقد استثمرت مقادير هائلة من الأموال والأبحاث في الطب الوقائي، ولقد كان يفترض حتى وقت قريب أن النجاح في مقاومة البعض من أهم الأمراض - إن لم يكن القضاء عليها تماما - قد غدا في متناول أيدينا. ففي أوائل السبعينات شنت منظمة الصحة العالمية حملة مكثفة ضد الجدري - وهذا مرض فيروســي يشبه الجديرى ولكنه أشــد تشويها وكثيرا ما يقتل. ظهر هذا وتســبب في 1974 الوباء في الهند عام أذيع 1978 شخص. وفي عام 22000 قتل أن المرض قد انتهى، وافتــرض أن حالة الجدري 1977 التي اكتشــفت في الصومال عام هــي آخر الإصابات، وتحســبا لوجود جيــوب مجهولــة، قدمت جائــزة لمن يرشــد عن أية حالة جديــدة. وفي عام أصيب موظف بمدرســة للطب 1978 فــي بريطانيا بالجدري ومات، ووضع الكثيرون تحت الحجر، ليعاني البعض منهم صورة خفيفة من المرض، لكنهم أبلــوا. كانت مدرســة الطب هذه تضم واحدا من الأربعة عشر معملا الموجودة بالعالم والتي تحمل مخزونا من فيروس الجدري استُبقيت كمرجع لمضاهاة أية إصابات محتملة جديدة. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التى يصاب فيها البعض بســبب الإهمال وتسرب الفيروس من معمل بحوث، وليس من ســبب يدعونا لنفترض أن هذه ستكون الأخيرة. مناطق الملاريا يعيش ما يقرب من ألف مليون نســمة في مناطق الملاريا. بذلت في الخمسينات والستينات من هذا القرن مجهودات كثيرة للقضاء على الملاريا عن طريق الرش بالمبيدات الحشرية للتخلص المرض الذي تنقله، لم يعد تقتله بسهولة المبيدات الحشرية والعقاقير، ثمة سبب آخر هو أن الناس في أيامنا هذه قد غدوا أكثر تنقلا، الأمر الذي يؤدى بالطبع إلى زيادة احتمالات الاصابة . طفيل البلهارسيا يوفر الرى الماء للمحاصيل، وقد يوفر أيضا الموطن للكائنات المائية ومن بينها نواقع الميــاه العذبة التــي تعمل عائلا للأطــوار اليرقيــة لطفيل البلهارســيا. وهذا الطفيل يســبب مرضا كان موهنا علاجه. سمح انتشار الزراعة المروية بانتشار البلهارسيا لتصيب سابقا ما لا مليون شخص، والأطوار 200 يقل عن اليرقية لذبابة سيموليام، التي تنقل ديدانا صغيرة تسبب “عمى النهر”، هي أيضا مائية. لم يكن هذا المرض معروفا في منطقة الســاحل، وسابقا فوجد أن تسع من يعيشون بالمناطق المروية يفقدون نظرهم بسببه. مرض الكلب مرض الكلب هو واحد من أفظع أمراض العالم، ويســببه فيروس يهاجم الجهاز العصبي وينتج التهابات خطيرة. فإذا ما توطدت الإصابة نتج عنها الآم وأوجاع رهيبة، من بينها الخوف من السوائل. والمرض يقتل في من البعوض الذي ينقل الكائنات الحية المسببة لهذا المرض وباستخدام عقاقير الوقاية والعلاج. بلغ متوســط الإصابة السنوية بالملاريا في الهند بالخمسينات 1966 مليون حالة. وعلى عام 75 نحو كان قــد أمكن الســيطرة على المرض ، 40000 فلــم يزد عدد الحــالات علي ثانية 1976 لكن العــدد تزايد في عــام ليربو على أكثر من ستة ملايين، يلتقط الأطفال عدوى الملاريا في أفريقيا حيث الوضع أكثر سوءا - ليشفى معظمهم بل ويكتســب مناعة طبيعية. لكن الملاريا تقتــل إذا صاحبتها أمراض أخرى مع سوء التغذية. والظهور المفاجىء لعدد من حــالات الملاريا فــي بريطانيا قد يعطينا مؤشرا. ، 1900 اختفت الملاريا المتوطنة على عام وإن كان العائدون من المناطق الاستوائية ظلوا يجلبون معهم المرض دوريا، ففى حالــة، لكن 336 كان ثمــة 1973 عــام 1527 ليصل الى 1977 العدد ارتفع عام حالة مات منهم سبعة. ومع التزايد هذا علينا على الأقل أن نستعد لعودة الملاريا مرة أخرى كمرض متوطن. أما السبب الرئيسي في عودة الملاريا من جديد فهو أن البعوض، والكائن الحى كل الحالات تقريبــا. تتعرض الثعالب وبعض الثدييات البرية بشــدة للإصابة بهــذا المرض، كما تتعرض له الكلاب أيضا إنما بدرجة أقل - إن تكن هذه هي المصدر المعتاد لعدوى الإنسان. كان هذا المرض منتشــرا في بريطانيا فــى القرن الثامن عشــر، وقــد حققت التشريعات المحلية بالقرن التاسع عشر درجــة من التحكــم، وإن كان عدد من 74 هو 1874 ماتوا بهــذا المرض عام شــخصا. صدرت تشــريعات برلمانية تمنح الشرطة الحق في قتل 1897 عام الكلاب الضالة، وتقيد من حرية استيراد الحيوانات الحية، قادت هذه الإجراءات إلى اختفاء مرض الكلب من بريطانيا عام وإن كان الاستيراد غير القانوني 1903 للحيوانــات – والذي يحدث بين الحين والحين – قد يتسبب في تفشي المرض لفترات قصيرة. تعتبر بريطانيا واحدة من الدول القليلة الخالية من مرض الكلب. ولأنها جزيرة فمن الممكن أن تظل هكذا إذا ما طبقت قوانين الحيوانات المستوردة بصرامة. لكن ثمة شعورا زائفا بالأمان، لأن انتشار قد 1978 مرض الكلب فى أوروبا عام 75 أوصل المرض إلى نطاق لا يبعد إلا كم من الشــاطيء القتال الفرنسي. كان هناك بإنجلترا نحو ستة ملايين كلب تحيا لصيقة بالإنسان. لو أن حيوانات مريضة انتقلت. عبر القتال، فســيتوطد المرض بسرعة، لا ســيما أننا نعرف أن ليس ثمة ما يمكن عمله لخفض حجم عشيرة الكلاب . معرفة وتفاهم اعتبرنا الغذاء المتاح والتعرض للمرض مجالين ليس فيهما ما يدعو إلى الرضا، والموضوعان مرتبطان لحد ما، فمضاعفات المرض تكون أخطر عند الجائع، وقدرة المريض على إنتاج الغذاء أقل، ونحن لا نستطيع بإنفاق المال أو منحه أن نتخلص من الجوع أو المرض، فكلاهما يطرح مشاكل تتطلب المعرفة والفهم والتعاطف والصبر. ربما كانت أفضل خطوة فعالة وواقعية في مقاومة الأمراض هي ربط السكان المحليين بتشغيل العيادات الصحية. وعلى سبيل المثال، ففى تنزانيا لا يتوفر الأطباء والمستشفيات إلا لنسبة محدودة من السكان درب الشبان والشابات لدرجة تكفى لتحديد الأمراض الشائعة وعلاجها، ثم للتعرف علــى ما يفوق قدراتهم من أمراض وإحالتها إلى الأطباء المختصين. بهذا النظام يمكن الاستفادة من القلة من الأطباء المؤهلين المدربين بشكل أفضل حتى من الدول الثرية، لأنهم لن يفحصوا ■ إلا الحالات التي تتطلب خبرتهم المصدر: - البيئة وقضاياها – ترجمة د. أحمد مستجير – العميد الأسبق لكلية الزراعة بجامعة القاهرة. . 1991 - مركز النشر لجامعة القاهرة – إنتاج الطعام والوقـاية 20 21 2023 ) - يوليو 458 العدد ( الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - يوليو 458 العدد ( قضية بيئية

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==