458

د.عبدالحكيم محمود في تقرير نشــره موقع ساينس الرت، 2023 يشرح الخبراء كيف أصبح عام شديد الحرارة، محذرين من أن درجات الحرارة القياســية هذه ســتزداد سوءاً حتى لو خفضت البشــرية بشــكل حاد انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. ويقول العلماء في تصريحاتهم التي تضمنها التقرير: إن تغير المناخ من صنع الإنسان، وهو يؤدي إلى زيادة قــوة ظواهر الطقس الطبيعية لدفع موجات الحر التي تحمص آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، والتي أكثر الأعوام 2023 يمكن أن تجعل عام سخونة منذ بدء التسجيلات. يعتمد التقرير على بيانات صادرة عن مراكز رصد مناخ الأرض، مثل مجموعة بيركلي إيرث لمراقبة درجات الحرارة الأمريكيــة، و مركز خدمــات المناخ الفيدرالي الألماني، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وغيرها. تأثيرات ظاهرة النينو بعد فصل الصيف الحار الذي شهده العالم ، عادت ظاهرة ارتفاع درجة 2022 عام حرارة المحيط الهادئ المعروفة باسم النينو هذا العام مرة أخرى، مما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة المحيطات لتكون أشد مما كانت عليها في العام الماضي. وحول عودة ظاهرة النينو هذا العام كتب روبرت رودي من مجموعة بيركلي إيرث لمراقبة درجات الحــرارة الأمريكية في تحليل له: “قد يكون هذا قد وفر بعض الدفء الإضافي لشمال الأطلســي، على الرغم من أن حدث النينو بدأ للتو، فمن المحتمل أن يكون هذا جزءاً صغيراً فقط من التأثير”. حســبت المجموعــة أن هناك توقعات في المائة أن يصبح 81 كبيرة وبنسبة هو العام الأكثر دفئًا منذ بدء 2023 عام تسجيلات مقياس الحرارة في منتصف القرن التاسع عشر. الغبار والكبريت أيضا، وبحســب تقرير موقع ســاينس الرت، فقد يكون ارتفاع درجة حرارة المحيــط الأطلســي قــد زاد أيضًا من انخفاض مادتين تعكســان عادةً ضوء الشمس بعيدًا عن المحيط، وهما: الغبار الذي يهب من الصحراء الكبرى والهباء الجوي الكبريت الذي ينبعث من وقود الشحن. وأشار تحليل رودي لدرجات الحرارة في منطقة شمال الأطلسي إلى “مستويات منخفضة بشكل استثنائي من الغبار المنبعث من الصحراء في الأشهر الأخيرة”. مــن ناحيــة أخــرى، يقول كارســتن هاوســتاين من مركز خدمات المناخ الفيدرالــي الألماني إن هذا يرجع إلى الريــاح التجارية الأطلســية الضعيفة بشــكل غير عادي.وفي الوقت نفسه، 2020 أدت قيود الشحن الجديدة في عام إلى خفض انبعاثات الكبريت السامة. وأشار رود إلى أن “هذا لن يفسر كل الارتفاع الحالي في شمال الأطلسي، لكنه قد يزيد من حدته”. الأعاصير “الراكدة” وفقا لتقرير ســاينس الرت، فإن احترار المحيطات على أنماط تؤثر الطقس على اليابســة، مما يؤدي إلــى موجات الحر والجفاف في بعض الأماكن والعواصف في أماكن أخرى، وبالتالي فقد سلط العلماء الضوء على طول وشدة أنظمة الأعاصير المستمرة التي تسبب موجات الحر. وحول تأثيــرات الرطوبة في ارتفاع حرارة الشمس في الصيف، يقول ريتشارد آلان، أســتاذ علــوم المناخ في جامعة ريدينغ: “إن الجو الأكثر سخونة يمتص الرطوبة ويطرحها في مكان آخر، فعندما تستمر مناطق الضغط المرتفع الراكدة فوق القارات، يغرق الهواء ويدفأ، مما يؤدي إلى ذوبان السحب، مما يتسبب في أشعة الشمس الشديدة في الصيف التي تؤدي إلى جفاف التربة، وتســخين الأرض والهواء فوقها، مع استمرار موجات الحر في مكانها لأسابيع”. ومــن ناحية أخرى أضافت هانا كلوك، عالمة المناخ في جامعة ريدينغ، أن “الهواء الساخن الذي يندفع من إفريقيا يظل الآن في مكانه في أوروبا، مع استقرار ظروف الضغط المرتفع، مما يعني أن الحرارة في البحر الدافئ والأرض والهواء تستمر في التزايد”. دور تغير المناخ قال علماء فــي الهيئة الحكومية الدولية ) في تقريرهم IPCC المعنية بتغير المناخ ( الموجز العالمي هذا العام إن تغير المناخ جعل موجات الحر القاتلة أكثر تواترا وشدة في معظم مناطق اليابسة منذ الخمسينيات من القرن الماضي”. وفي هذا الاتجاه، قال روبرت فوتارد ، مدير معهد بيير سيمون لابلاس للمناخ في ًًما الذي جعل هذا الصيـــــفحارًا جدًا؟ 2023 فرنسا: “إن موجات الحر هذا الشهر(يونيو ) ليست ظاهرة واحدة، بل العديد منها تعمل فــي نفس الوقت”. لكن جميعها يعززها عامل واحد وهو تغير المناخ، على الرغم من أن درجات الحرارة العالمية المرتفعة تجعل موجات الحرارة أطول وأكثر حدة، الا إن تغير المنــاخ هو أحد المتغيرات التي يمكن للبشر التأثير عليها من خلال تقليل الانبعاثات من الوقود الأحفوري”. أيضــا قالــت ميليســا لازنبــي، كبيــرة المحاضريــن في مجال تغير المناخ في جامعة ساسكس: “نحن ننتقل من التذبذبات الطبيعية المعتادة والمعروفة للمناخ إلى منطقة مجهولة وأكثر تطرفاً، ومع ذلك لدينا القدرة على الحد من تأثيرنا البشري على المناخ والطقس وعدم خلق موجات حر أكثر تطرفًا وطويلة الأمد”. توقعات الحرارة بحسب تقرير ساينس الرت، فقد حذرت بيركلي إيرث من أن ظاهرة النينو الحالية قد تجعل الأرض أكثر ســخونة في عام يضا. 2024 قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن موجات الحر قد تزداد تواترا وشدة، على الرغم من أن الحكومات يمكن أن تحد من تغير المناخ عن طريق الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلدان. وقال سايمون لويس، رئيس قسم علوم التغيير العالمي في يونيفرسيتي كوليدج لنــدن: “إن التخفيضات العميقة والسريعة والمستدامة في انبعاثات الكربون إلى الصفر الصافي يمكن أن توقف الاحترار، ولكن ســيتعين على البشرية التكيف مع موجات الحر الشديدة ■ في المستقبل” إن تغير المناخ هو أحد المتغيرات التي يمكن للبشر التأثير عليها من خلال تقليل الانبعاثات من الوقود الأحفوري” 36 37 2023 ) - يوليو 458 العدد ( الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - يوليو 458 العدد ( الاحترار العالمي ملف خاص