459

ما يزال عدد ضخم من النباتات معراة البذور الموجودة الآن خنفسية التلقيح. وعلى أي حال فإن كثيرا من الخنافس كانت تستهلك الكثير من بذور النباتات التي تقوم بتلقيحها، ولهذا السبب يمكن تفسير استحداث الأزهار لبعض التراكيب الخاصة مثل الكرابل كوســيلة الحماية مشتملاتها الداخلية من الفكوك القارضة القوية لهذه، ثم صممت بعض المظاهر الأخرى لمساعدة الملقحات على معرفة الأزهار وتحديد مواقعها، فالبتلات الملونة ساعدت على التعرف الإبصارى على الأزهار وتوجيه الحشرات إليها. انبعاث الروائح انبعاث الروائــح كان عاملا على جذب الحشرات من مسافات بعيدة، وربما كانت الروائح الزهرية الأولى هي تلك المنبعثة من الفواكه العفنة الجاذبة للخنافس الرمرامة، ومــن أجل هذا اتبعــت الأزهار الأولى طريق احاطة كل من اللقاح والبويضات بالبتلات ذات الألوان والروائح الأخاذة، والتي قادت إليها الملقحات التي تزورها من أجل الحصول على حبوب اللقاح بصفة رئيسية، أما إضافة الرحاقات (الغدد المفرزة للرحيق) فمــن المحتمل أنها جاءت بعد أن جعلت الخنافس من التلقيح الحشرى جــزءا منتظما من تكاثر النباتات معراة البذور، والأزهار البتلية البدائية كانت تفتقر إلــى الرحيق الزهرى بصفة عامة، ولا توجد الرحاقات فى جميع أنواع النباتات معراة البذور ولو أن أنها توجد الآن فى السوق الورقية لنبات السرخس، وتفرز بويضات بعــض النباتات معراة البذور كميات قليلة من محلول ســكري كجزء من عمليات التلقيح، ولكن هذا قد يكون أولا يكــون بال لأن يؤخــذ كدليل على تطور رحاقــات النباتات معراة البذور، والرحيــق عبارة عن محلول مائي غني بالسكريات. الأحماض الأمينية Bak� ) 1975 دت � ومنذ عهد قريب اكـ ( وجــود مركبات غذائية er and Baker أخرى في الرحيق لها أهميتها بالنســبة للملقحات الحشرية وهى الأحماض الأمينية والليبيدات. كذلك وجدت به مواد أخرى تشمل كل من حامض الأسكوربيك والتى من المحتمل أنها تقوم بوظيفة مضادات التي ربما alkaloids السموم، والقلويدات كانت سامة لزوار الزهرة الغير مرغوب فيهم، وترتبط الرحاقات بالأوعية اللحائية في النباتات. ولربما كانت الرحاقات الأولى في النباتات مغطاة البذور خارج الأزهار، أي أنهــا كانت بمثابــة رحاقات زهرية إضافية وتقوم بوظيفتها في نظام يختلف من الرحاقات الزهرية، وبالرغم من أن الرحاقات كانت نادرة قبل ظهور النباتات مغطــاة البذور إلا أن الحشــرات كانت تستطيع الحصول على كميات وفيرة من السوائل المشــابهة فى تركيبها لتركيب الرحيق، وذلــك منذ بداية البرمين على الأقل إن لم يكن قبل ذلك. وهذه الســوائل هي الندوة العسلية التي تفرزهــا الحشــرات متشــابهة الأجنحة التــي تتغذى على اللحاء والتي ما زالت متشابهة الأجنحة الموجودة حاليا مصدرا مفيدا لمثل هذا الغذاء، حيث أنها تمتص كميات ضخمة من العصارة اللحائية ثم تقــذف بها دون أن تغيرها تغيرا كثيرا. ومن ضمن الحشرات المنجذبة الى الندوة العسلية أعداء طبيعية من الحشرات آكلة النباتات مثل النمل والزنابير المفترســة والمتطفلة، والحشــرات شبكية الأجنحة جنبا إلى جنب مع حشــرات أخرى مثل النحل والفراشات. وفى بعض الحالات تكون الندوة العســلية هي الحشرات أو يكون الجزء الرئيسى من طعامها. المصادر: - مقدمة في بيولوجية الحشرات وتنوعها. - هــاول ف – ديلي – جون ت . دوين – بول ر . إهرلتش. - الموسوعة العربية، الموسوعة الحرة. ■ - الشرق الأوسط، سي إن إن عربية الحشرات والنباتات الوعائية 29 الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - أغسطس 459 العدد ( BEIA ISSUE 459 August 2023.indd 29 10/9/2023 11:52:23 PM

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==