460

ومن هنا علمنا وأرشدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من خلال سيرته وتعاليمه كيف نهتــم ونحافظ عليهــا. فلقد أمرنا الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالمحافظة ورعاية الحياة الفطرية بوجه عام، نباتاتها وحيواناتها، باعتبارها وقفا لمصلحة الجميع، لذلك يجب أن يراعى وينصب التصرف فيها في منفعة الناس، كما أنه لا ينظر إلى هذه الملكية (الوقف) وهذا الانتفاع على أنهما منحصران فقط في جيل بذاته دون غيره من الأجيال، إذ يقول تعالى: (وَلَكُمْ فِي الَْْرْضِ مُسْتَقَرّ . ) 36 وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ) البقرة - ( إخلال وإفساد ما الهــدف من المحافظة على كل نوع هــي من الأنواع الكثيرة المنتشــرة من حولنا؟ وماذا سيضرنا فيما لو تدنى، أو انقرض حيوان مــا، أو اقتلع نبات ما؟ نوع 100 وماذا حتى لــو انقرض معه آخــر من آلاف أنــواع الكائنات الحية؟ والجواب بلا شك كما هو معلوم علمياً إنــه لا تأثير لذلك على المدى القريب، ولكنه سيؤثر على الحياة كلها في المدى البعيــد بما لا يعلمه إلا الله ومما يؤدي لانخفــاض التنوع الأحيائي. ولو كانت هذه الأنواع فائضة، أو بلا أهمية حيوية، أو بــ غاية لما خلقت أصلاً، ولعلنا لا ننســى قوله ســبحانه في كتابه الحكيم: ) 76 (وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) يوسف - ( وقوله تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لََ تَعْلَمُونَ) .) 8 النحل - ( وكما لا يصح للفرد المسلم الإخلال وإفساد أنظمة البيئة بتغييرها والعبث في طبيعتها التي أعدت لحياة الإنسان وسكنه. كما لا يجوز له استغلال واستنزاف تلك الموارد والانتفاع بها بشــكل غيــر حكيم يخل، أو يعرض مكوناتها أو مواردها للفساد والإتلاف والنضوب. ويقول عز وجل: لا يصح للفرد الإخلال وإفساد أنظمة البيئة پ 35 الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - سبتمبر 460 العدد ( BEIA ISSUE 460 August 2023.indd 35 10/17/23 8:20 PM

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==