460

(وَلََ تُفْسِدُوا فِي الَْْرْضِ بَعْدَ إِصْلََحِهَا) .) 56 الأعراف -( رسالة بيئية قضت مشــيئته تعالى أن يسخر بعض المخلوقــات لخدمة بعضها الآخر، كما قضت أن تكون جميع المخلوقات الحية مسخرة لخدمة الإنسان، ودلل القرآن الكريم على أن لكل كائن من حولنا مهمتين: أ- مهمة اجتماعية لخدمة الإنسان (الجنس البشري) واستمرار وجوده. ب- مهمة ورســالة بيئية، هي كونه آية ودلالــة على وجود اللــه وعظم صنعه وجلال خلقه. وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حريصا كل الحرص في إرشاد وتوجيه المسلمين لتنفيذ وتطبيق أوامر الدين الحنيف، فكان حرصه الشديد على البيئة وتنمية مقوماتها الأساسية. ولقد حث جنود المسلمين على أن يحافظوا على الثروات الطبيعية في بلاد الفتح الإسلامي، ويتجنبوا المس بها، فلا يقتلعوا شجرة أو ينزعوا نباتا من تربتــه. وكان حريصا (صلى الله عليه وســلم) أيضاً على أن يدرك المسلمون أهمية الحيوانات بالنسبة لهم وللطبيعة فأمرهم بالرفق والعناية بها، وعدم استنفاذ وتدمير البيئة التي تعيش فيها، وأخبرنا عليه الصلاة والسلام: "إن امرأة دخلت النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض"، كما نهــى (صلى الله عليه وســلم) أن (تصبر البهائم) ولعن (صلى الله عليه وسلم) (من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله يــوم القيامة يقول: "يارب إن فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني منفعة). وحث الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) على الصحة البيئية، وأهمية نظافة بيئة البيت الداخلية، ونراه يقول: "نظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود" (حديث حسن). ولقد دلل التاريخ الإســ مي كثيراً من الدلائل على ذلك. البهائم والنباتات لعل الشفقة والرحمة تبلغ بالحيوان إلى حد أنه إذا كان الحيوان مدراً للحليب له مولود صغير، فلا يجوز الأخذ من لبنه إلا بالقدر الذي لا يضر بولده، حفاظاً للثــروة الحيوانية، ومثــل تلك النظرة الإســ مية بما فيها من شفقة ورحمة تتضمن أيضاً بعدا اقتصاديا له أهمية في الحفاظ واستدامة الموارد البيئية. ودعا الرسول الكريم إلى رعاية البهائم، إذ يقول (صلى الله عليه وسلم): "وإن لنا في البهائم أجراً" فقال "في كل ذات كبد رطبة أجر". وكما حرص النبي (صلى الله عليه وسلم) علــى تنمية المصادر النباتية والحفاظ عليها، بغية توفير الطعام لجميع الأحياء على الأرض، فقال: (ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة" (متفق عليه)، ويقول أيضاً (صلى الله عليه وسلم) "إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها". ومن اهتمام وحرص الإسلام على اظهار تنوع الأحياء قولــه تعالى: ﴿هُوَ الّذِي أَنزَلَ مِنَ السّــمَاء مَاء لّكُم مّنْهُ شَرَابٌ } يُنبِتُ لَكُم 10 وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ { بِهِ الزّرْعَ وَالزّيْتُونَ وَالنّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلّ الثّمَرَاتِ إِنّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لّقَوْمٍ ،) 11 – 10 }﴾ (النحل ( 11 يَتَفَكّــرُونَ { ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الَْْرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن )، ﴿وَأَنزَلَ 7 كُلّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ (الشعراء ( مِنَ ٱلسّمَاِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِۦٓ أَزْوَٰجًا مّن .) 53 نّبَاتٍ شَتّىٰ﴾ (طه ( وهكذا تدعونا مبادئ وأخلاقيات الإسلام إلى حسن معاملة الحيوان، وعدم اصطياده، إلا لحاجة ماسة، ويقول تعالى في ذلك: ﴿أُحِلَ لَكُــمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا )، وهو القائل: 96 لَكُمْ وَلِلسَيَارَةِ﴾ (المائدة: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللّهِ وَلا تَعْثَوْا .) 60 فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ (البقرة: تنمية المصادر النباتية والحفاظ عليها، بغية پ توفير الطعام لجميع الأحياء على الأرض 36 2023 ) - سبتمبر 460 العدد ( الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة البيئة والتراث BEIA ISSUE 460 August 2023.indd 36 10/17/23 8:21 PM

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==