462

الإجراميــة تلحق الضرر المباشــر بحياة البشــر والحياة البرية والتنوع البيولوجي على حد ســواء، وحسب التقديرات الأولية يمكن للأضرار الجانبية لهذه الجرائم الوحشية أن تقتل ما يصل من الحيوانات الكبيرة في منطقة ما، 90% إلى لــذا وجــب توجيه تهمة الإبادة البيئية من قبــل المحاكم الدولية لإسرائيل وتشمل هذه الجرائم الهجمات على المنشآت الصناعية التي تلوث إمدادات المياه الجوفية والممرات الهوائية والقصف المتعمد لملاجئ الحياة البرية وغيرها من النظم البيئية.. وهناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهد لفهم التكاليف المناخية للحرب وآثارها المدمرة على المناخ والبيئة إذا أردنا تحديد المســارات نحو خفض الانبعاثات وزيادة القدرة على الصمود أثناء التعافي. كما أن التلوث الناجم عن الحرب يؤدي إلى تلويث المســطحات المائية والتربة والهواء، ما يجعلها مناطق غير آمنة للعيش فيها. ونحن بصدد الحديث عن الالغام وتداعياتها البيئية فأود الإشارة الى حقائق علمية موثوقة بسجلات وأمهات المراجع التخصصية.. مليون لغم في العالم اليوم والألغام سلاح 100 فنجد ما لا يقل عن شديد الفتك مدمر للبيئة وعدو للانسان وكما انها رخيصة الثمن دولارا بينما بديله من معدات 30 - 3 حيــث يكلف اللغم ما بيــن وأسلحة يحتاج الى أضعاف مضاعفة من هذه التكلفة.. والألغام تعد بمثابة مصائد موت وفخاخ قاتلة.. وسلاح لا يبلى أو ينتهي مفعوله القاتل بمرور الزمن.. بل تستمر فعالياته المدمرة لأجيال وأجيال ما لم تتم ازالتها والتخلص منها. ونجد الأضرار البيئية الناجمة عن تطهير الألغام تتفاوت من بلد لآخر.. حيث تتداخل مجموعة كبيرة من العوامل في تحديد طبيعة الأضــرار وامتداداتها الجغرافية.. ومن أهم تلك العوامل “كثافة الألغام وأنواعها والخصائص الطبيعية للمناطق المنزرعة فيها الألغام”.. ولعــل من أبرز الأضرار البيئية الناجمة عن عمليات التطهير من الألغام هي: تلوث التربة وتغير خصائصها الطبيعية والكيميائية والبيولوجية.. وفقدان التنوع البيولوجي وتدمير الحياة البرية (النباتية والحيوانية).. وتلوث موارد المياه ببقايا المتفجرات، الى جانب تشوه سطح الأرض وتغيير الملامح الطبوغرافية. وعندما نتحدث عن الالغام في دولة الكويت تجدر الإشــارة إلى طبيعة بيئتها البرية التي ســاعدت على تفاقم المشــكلة باختفاء أعداد كبيرة من الذخائر والألغام تحت الكثبان الرملية وفرشات الرمــال المتحركة وفي جوف المناطــق الرطبة.. حيث واجهت فــرق العمل المســؤولة عن تطهير البلاد مــن الألغام العديد من الصعوبات والمشكلات الفنية واللوجستية في أثناء تنفيذها لمهامها المحفوفة بالمخاطر. جهــود حثيثة بذلتها الكويت بالتعاون مع الدول الحليفة لتطهير الأراضي والســواحل الكويتية من الألغــام وغيرها من مخلفات الحــرب، وحســب تقديرات الخبراء فإن العــدد الاجمالي للألغام التي تمت أزالتها من الأراضي الكويتية يقارب مليون وستمائة وخمسين ألف لغم منها أكثر من مليون لغم مضاد للأفراد ما يمثل مــن اجمالي الألغام والباقي وقدره أكثر من نصف مليون 65% لغم مضاد للدبابات.. وتكبدت ومازالت تتكبد الكويت مبالغ طائلة في سبيل تطهير البلاد من الألغام ومخلفات المعارك. وثمة خطر آخــر يواجه الأراضي الكويتية اذ خلف العدوان العراقي بها في عددا هائلا من الألغام.. ويســجل التاريخ ان أعلى 1990 العــام عدد للألغام المنزرعة في الكيلو متر المربع تم رصده في الكويت 2 لغما/ كم 92 اذ يصل الى لقد ألقيت قبل أيام بصفتي المنســق الإقليمي لفريق الميســرين المشارك لغرب آسيا من المجموعة الرئيسية وأصحاب المصلحة ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة البيان المشــترك باسم إقليم غرب آسيا بالتحالف مع المنظمات العربية المعتمدة لدى الأمم المتحدة.. وذلك في الدورة الثانية للمنتدى العربي للبيئة التي نظمها البرنامج بالتعاون مع جامعة الدول العربية بســلطنة عُمان.. ونوهت في المحور الثالث للبيان.. إلى منع استخدام البيئة في الحروب نظرا لأهمية الأمر فذكرت في البيان “على الرغم من الجهود الحثيثة نحو بناء مستقبل أفضل بممارسات بيئية سليمة ومدروسة اقليميا ودوليا.. وإقرار أيام دولية بأهداف بيئية واضحة أممياً.. كاليوم الدولــي للحد من مخاطر الكوارث والذي يصادف الثالث عشــر من أكتوبــر.. واليوم الدولي لمنع اســتخدام البيئة في الحروب والنزاعات العســكرية والذي يصادف السادس من نوفمبر.. إلا أننا نجد للأسف أن خارطة الوطن العربي هي الأكثر تشوهاً بتلك الحروب والنزاعات مما أثقل البيئة العربية بالمشاكل المستعصية الممتــدة علــى مدى أجيال والتــي تحتاج حتمــاً لجهود عملاقة لتعافيها وإعادة تأهيلها”. إن التعمد في اعتبار البيئة أداة للحرب حتما يتسبب في تهديد الأمن المائي والغذائي ويســاهم في تفشي الامراض.. ويعطل الجهود المبذولة في مكافحة التغير المناخي وتدهور البيئات وفقدان التنوع الاحيائي والمعاناة من التلوث في كل من البر والبحر والهواء.. أما التهجير والنزوح واللجوء إثر تلك الصراعات فيجب أن نؤكد أن استقبال عدد كبير من اللاجئين وايوائهم في دول عربية صغيرة تؤدى الى تداعيات جسيمة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية ■ والبيئية والديموغرافية والضغط على الموارد الطبيعية 7 الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة 2023 ) - نوفمبر 462 العدد (

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==