464

20 2024 ) - يناير 464 العدد ( الجمعيةالكويتيةلحمايةالبيئة أبحاث علمية الانطلاق في رحلة نحو مستقبل مستدام يتطلب فهماً عميقاً للعلاقة المعقدة بين الحياة الميكروســكوبية وبيئتنا. يعتبر علم الأحيــاء الدقيقة البيئية هو المجال الذي يكشــف عن الأدوار المتعددة للكائنات الدقيقة في النظم البيئية ليشكل نسيج الممارسات المستدامة، بدءا من تثمين النفايات إلى تنسيق المغذيات، حيث لا يمكن المبالغة في أهمية علم الأحياء الدقيقة البيئية في تعزيز الاستدامة البيئية. تثمين النفايات في حين نجد أن تثمين النفايات في مجال علم الأحياء الدقيقة البيئية لا تعد النفايات مشــكلة فحسب، بل هي موردا محتملا ينتظر تسخيره، حيث تمتلك الكائنات الحية الدقيقة قدرات غير عاديــة لتفكيك المواد العضوية، وتعد هــذه الكائنات الأبطال المجهولين لإدارة النفايات، وذلك من خلال العمليات المتطورة مثل التســميد العضــوي والمعالجة الحيويــة، حيث تقوم تلك الكائنات الصغيرة بتحويل النفايات إلى أصول قيمة جدا، منها مركبات مغذية للنباتات والغازات الصحية للبيئة، مما يخفف العبء البيئي لمدافن النفايات التقليدية. التربة والنبات تلعب الكائنات الحية الدقيقة في البيئة دورا في وجود المغذيات داخل النظم البيئية من خلال تحفيز تحلل المواد العضوية عن طريــق تحرير العناصر الغذائية الأساســية التي تغذي التربة والنبات وغيرها، مما يجعل ذلك لا يحافظ على خصوبة التربة فحسب، بل يضمن توفر بيئة مغذية ومتجانسة ومستدامة تضمن الحيوية والصحة للنظم البيئية الأرضية والمائية على حد سواء. علم الأحياء الدقيقة «البيئية» كشف أروع الكائنات وشكل نسيج الممارسات المستدامة: د. فايزة ناصر العنزي - باحث مشارك - معهد الكويت للأبحاث العلمية

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==