468
فريق أصدقاء البيئة 40 2024 - مايو 43 - السنة 468 - العدد الجمعية الكويتية لحماية البيئة مر البيئة د. عبدالحكيم محمود - اليمن البشر عرفوا إدارة الحرائق ألفسنة 11 منذ اكتشــف باحثــون مــن جامعــة جيمــس كــوك الاسترالية، أن إدارة الحرائق لدى السكان الأصليين عام 11000 في شمال أســتراليا كانت تمارس منذ على الأقــل، حيث كانوا يســتعينون بالنار لتشــكيل الأنظمة الإيكولوجية. تأتي نتائج الدراســة المنشــورة في دورية نتشــر جيوســاينس، بعد ان قام فريق مــن الباحثين بتحليل الفحــم المحفــوظ في رواســب مجــرًى مائــيّ قديمٍ ألف عــام. وتوصّلوا 150 ومغمــور بالميــاه منــذ ألف ســنةٍ خلــت، وقع تغيّر 11 إلــى أنــه، قبل نحو فــي نمط الحرائــق، إذ أصبحــت أكثر عــددًا وأقل شــدة، وكان ذلــك مرتبطًا بإقدام الســكان الأصليين علــى اســتخدام العصا النارية فــي الزراعة، الا ان الاســتعمار الأوروبي قد قضى على هذه الممارســة أو كاد، ولعلّ هذا ما أسهم في عودة حرائق الغابات عالية الشدة. إدارة الحرائق في استراليا يقــول الباحثــون إن أحد أســباب تزايــد الحرائق الكارثيــة في أســتراليا اليوم ناتج عــن التوقف عن إدارة الحرائــق لدى الســكان الأصليين بعد وصول الأوروبييــن، وقد تســبب هذا التوقــف في انخفاض التنوع البيولوجي وتراكم كميات الوقود. بحســب البيــان الصادر من جامعــة جيمس كوك فان ممارسة إدارة الحرائق في استراليا، والمعروفة باسم "الزراعة بالعصا النارية"، هي جزءًا لا يتجزأ من ثقافة وتاريخ الأســتراليين الأصليين، والتي كان لها دور في إحداث تغييرًا عميقًا في مناطق المناظر الطبيعية في جميع أنحاء البلاد. تتضمن الزراعة باســتخدام العصي النارية إشعال حرائق متكررة ومنخفضة الشــدة في مناطق صغيرة من المناظر الطبيعية بنمط "فسيفســائي" غير مكتمل تعمل على تزيين الفراغات الأرضية، ويتم تنفيذها في وقت مبكر من موســم الجفاف، وهذه الممارسة مهمة ثقافيــا وبيئيا، وعلى وجــه الخصوص، تقلل من كمية الوقود المتاحة للحرق، وبالتالي يقلل من شــدة حرائق الغابات التي قد تندلع في وقت متأخر من موسم الجفاف بسبب ضربات البرق أو غيرها من المحفزات. الكشف عن تاريخ إدارة الحرائق أظهــر تحليل نواة الرواســب التي يعــود تاريخها ألف عام أن أنماط الحرائق في أســتراليا، 150 إلى وفيها استخدم الســكان الأصليون الأستراليون النار ألف 11 لتشــكيل النظم البيئية الشــمالية للبــ د منذ عــام علــى الأقــل، وذلك وفقًــا للفحــم المحفوظ في رواسب الحفرة. يقول قائد الفريق العلمي لهذه الدراسة، البروفيسور مايــكل بيرد من مركز التميز التابع لمجلس البحوث الأســترالي للتنــوع البيولوجي والتراث الأســترالي والعالــم الجيولوجي في جامعــة جيمس كوك: "أنت بحاجة إلى ســجل طويل حقًا يعود إلى ما قبل وجود النــاس هنا حتــى تتمكن من رؤية كيــف يبدو العالم الطبيعي - العالم غير المتأثر تمامًا، إذا كنت ترغب فــي ذلك - ومن ثم يكون لديك ما يكفي من الســجل لتتمكن من رؤية أي شــيء قد تغير".
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==