468

41 2024 - مايو 43 - السنة 468 - العدد الجمعية الكويتية لحماية البيئة مــن ناحيــة أخرى وبحســب بيــان جامعة جيمس كــوك، تشــير الأدلة الأثريــة إلى أن البشــر احتلوا القارة الأســترالية بشــكل مســتمر لمــدة لا تقل عن عام، ولكن لا يُعرف سوى القليل عن متى 65000 بدأت ممارســة الزراعة باستخدام العصي النارية. وفــي هذه الدراســة وجــد الباحثون في رواســب بحيــرة جيراويــن، وهــي منطقة غير مطــورة في منطقة داونــز الجنوبية، في ضواحــي ولاية كوينز لاند، في أســتراليا، عن ســجل أثري في جسم مائي دائم تشــكل في حفــرة منهارة بالقــرب من داروين في الإقليم الشــمالي، والتــي تعد البحيرة موقعًا مهمًا لأصحــاب الأرض التقليدييــن، شــعب لاراكيا، وقد اشــتهرت بمشهد هجوم التمساح في فيلم كروكودايل .1986 دندي عام ونظرًا لأن البحيرة ظلت ممتلئة، فإن رواسبها تقدم سجلًً مســتمرًا من الترسبات التي لم تتأثر بالجفاف والتشــقق. تمكــن بيرد وزملاؤه من اســتخراج نواة ألف 150 مــن قاع البحيــرة، مما وفر ســجلًً مدته عام من التغيرات في نوع الفحم المترسب وكيمياءه الجيولوجية، وفي تراكم حبوب اللقاح. تغير في الفحم ألف 11 ويشير الفريق البحثي إلى أنه منذ حوالي ســنة، شــهدت رواســب الفحم إلى تغيرات في شدة الحرائــق في المنطقة، حيث يقــول بيرد: "إنه بدون التأثير البشــري، تكون الحرائق أقــل تواتراً ولكنها تكون شــديدة بما يكفي لحرق الأشــجار وترك الفحم وراءها، فالنار الأقل شدة تحرق ما هو موجود على الأرض، كما ن العشــب، وكذلك الأغصان وأوراق الأشجار المتساقطة، من المرجح أن تتحول إلى فحم أكثر من الأشجار نفسها." ونظــرًا لأن الفحم المشــتق من الأشــجار يحتوي مقارنةً 13 علــى تركيزات أعلى من نظير الكربون بالفحــم العشــبي، ، لهــذا فقد قــام الباحثــون بتحليل التركيب والكيمياء الجيولوجيــة للبقايا المحترقة في العينــة، ووجدوا ا تغيرًا مســتدامًا من الحرائق ذات التــردد المنخفض والعالية الشــدة - نظــام الحرائق "الطبيعيــة" -تتحــول إلــى حرائــق أكثــر تواتــرًا ولكن أقل شــدة، وقد اســتنتجوا من ذلك ،أنها ناتجة عــن الزراعة باســتخدام أعــواد النار لدى الســكان الأصليين. ويشير بيرد إلى أن الاستعمار الأوروبي قد وضع حدًا لممارسات الحرق كموروث ثقافي، وأعاد كثافة الحرائق نحــو النمط الطبيعي، حيــث يقول: "نظرًا آلاف عــام من نظام 10 لأنــه كان لدينــا أكثر مــن معين للحرائق، فإن الانطلاق من نظام الحرائق هذا هو الــذي يخلق في الواقع مشــكلات مهمة للغاية"، ممــا يشــير إلى أن هــذا التحول قد ســاهم في عودة المزيــد من حرائق الغابات عالية الكثافة. " ويقــول جو فونتيــن، عالم بيئة الحرائــق بجامعة مــردوخ في بيــرث بأســتراليا: "إن الفهــم المتزايد لكيفيــة تشــكيل المــورث الثقافــي لإدارة الحرائــق للمناظر الطبيعية الأســترالية، خاصــة في المناطق الشــمالية، أمر بالــغ الأهمية بالنســبة للممارســات المعاصــرة لإدارة الحرائــق، والتي أثــرت إلى حد كبير اســتبعاد السكان الأصليين وخبراتهم. " ويضيــف فونتين: "إن العوائــق التي تحول دون القيام بممارسة الحرق كموروث ثقافي، هي القوانين والبيروقراطيــة، التي يصعــب التغلب عليها، الا إن هنــاك أيضًا العديــد من الهياكل الدائمة في المشــهد الطبيعــي في الوقــت الحاضر عما كانــت عليه قبل الاســتعمار، وبالتالــي فإن التحدي يكمــن في تحديد أيــن؟ وكيــف يمكــن اســتعادة ما يعــرف بموروث الحرق الثقافي كممارسة؟، وبالتالــي فــان العمــل المســتمر الــذي "يضــع ممارســات الحرق كمــوروث ثقافي هنــاك ويثبتها كشــيء موجــود بالفعل، أمــر بالغ الأهميــة لتطور إدارة الحرائق المعاصرة ".

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==