468

2024 - مايو 43 - السنة 468 - العدد 7 الجمعية الكويتية لحماية البيئة والتوعية البيئية تلعب أيضًا دورًا هامًا في التأثير على القرارات الحكومية. حيث إن تشــجيع الوعــي البيئي بين القادة وصناع القرار والمسؤولين الحكوميين يؤدي إلى تبني سياسات ومعايير صارمة لحماية البيئة. فعندما يدرك صناع القرار أهمية الاستدامة البيئية والآثار الســلبية المترتبة على آثار التلوث والاستغلال غير المســتدام للموارد الطبيعية، فيمكنهم اتخاذ قرارات مبنية على المعرفة وتوجيه المجتمع نحو الممارسات الصديقة للبيئة والمســتدامة. فبالتالي، فإن الوعي البيئي يلعب دورًا فعالًً في تأثير السياسات الحكومية على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. ولعل أفضل مثال على ذلك ثورة الوعي البيئي في السبعينيات الذي تمخض عنها إشهار الجمعية الكويتية لحماية البيئة عام ، والتــي تعاملت مع القضايا البيئية في وســط وزمن 1974 يخلو من السياسات البيئية والوظائف الخادمة لها، فلولا توعية أصحاب القرار التوعية البيئية الجادة للإصلاح لما تم إنشــاء ، التي حملت على عاتقها حماية 1995 الهيئة العامة للبيئة عام البيئة وعناصرها منذ ذلك الحين، ويستمر التعاون بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية لدعم هذا الجانب الحيوي 2014 لســنة 42 فــي حياتنا، فظهر قانون حماية البيئة رقم ، الذي ألزم 2015 لســنة 99 والمعــدل بعض أحكامــه رقم الهيئات والوزارات الحكومية بإنشــاء إدارات بيئية فيها على الرغم من عدم اختصاصها بالشأن البيئي بطبيعة حال مهامها وأهدافها، وكل ذلك للوصول إلى المســاحة المهنية التي تقدم مستوى وظيفي يعي تأثير مخرجات مهامه وأعماله على البيئة. إن تشكيل الكيانات البيئية والإدارات المهنية الحكومية يعد حجر أساس لانطلاق السياسات والاستراتيجيات التي من شأنها تحقيق الأهداف المرجوة من إنشائها تجاه البيئة، ويبقى تطبيق تلك السياسات والاستراتيجيات والقوانين عملية مكلفة في حال عــدم تطبيقها لأنها ببســاطة تكبد الدول خســائر في الموارد الطبيعية وخســائر في محاولة إزالة التلوث وإصلاح الضرر من خلال التأهيل البيئي على سبيل المثال، فهل سيسهل تطبيق القوانين إن وجدت لحماية البيئة إن لم يكن هناك توعية للناس والمجتمــع بأهميتها والفائدة المرجوة منها عليهم وعلى البيئة على حد سواء؟! هنــا تظهر الحاجة إلى أداة إعلامية خارقة.. وهي الإعلام البيئي، لكنه ليس مجرد أداة، أنما هو جزء من السياسة البيئية العامة للدولة، وتعد وسائل الإعلام أداة قوية في توعية الجمهور بالقضايــا البيئية وتعزيز الوعي البيئي. فيجب على وســائل الإعــ م المختلفة المرئية والمســموعة والمقروءة اســتغلال أدواتها مثل التلفزيون والإذاعة والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي نشر معلومات موثوقة ودقيقة حول القضايا البيئية وأهميتها. ويمكن انتاج برامج تلفزيونية وإذاعية واســتضافة خبــراء بيئييــن لنشــر المعرفة وتعزيــز الوعــي. بالإضافة إلى ذلك، يجب تسهيل وصول الجمهور للمعلومات البيئية من خلال الإعلانات الموجهة والحملات الإعلامية المســتهدفة. لتعزيــز الوعي البيئي لدى الجمهــور وتحفيزهم على اختيار ممارسات إيجابية تحمي البيئة. ولا يخفــى علينــا أن للإعلام دور في إيصــال أهمية دعم المجتمع لصناع القرارات المتعلقة بالبيئة واحترام توجهاتهم. حيث يســاهم بشــكل كبير في توعية الجمهور ورفع مستوى الوعي البيئي بينهم، مما يؤدي إلى مســاندة المجتمع للضغط والمطالبة باتخاذ قرارات بيئية مســتدامة. حيث يقوم الإعلام البيئــي بتوفير المعلومات والتحليلات والتقارير العلمية حول التحديات البيئية وأثرهــا على جوانب كثيرة كالصحة العامة والاقتصــاد فهو يعمل على توجيــه الانتباه العام نحو القضايا البيئية وتعريفهم على التحديات المحتملة، ويسلط الضوء على الانتهاكات البيئية وتداعياتها، مما يســاهم في تشــجيع صناع القرار على اتخاذ خطوات فعالة لحماية البيئة في تشكيل سياسات الحكومة البيئية واتخاذ إجراءات فعالة لتعزيز التنمية المستدامة. فبالتالي فإن الإعلام البيئي يعتبر محركًا هامًا لتحقيق التغيير والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة. ولا يمكن تحقيــق ذلك دون اهتمام وزارات الاعلام بتبني أهداف الإعلام البيئي من خلال الطرح البيئي التوعوي والثقافي بصــورة مدروســة في مخرجاتها من خــ ل ما تعرضه من البرامج التلفزيونية والإذاعية وما ينشر في الصحف. وهو أمر جلل، فإن نجحت بعرضه وإيصاله إلى المجتمع بكافة شرائحه نجحت في دعم السياسة البيئية العامة لدولها.

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==