470

2024 - يوليو 43 - السنة 470 العدد - 36 أخبار الجمعية الجمعية الكويتية لحماية البيئة الحيــاة النباتية، حيث تمثل الأجــزاء العلوية من النباتات حاجــزاً ضد الرياح، والمياه التي قد تحــرك التربة الفوقية. وتمثل جذورها عاملاً مثبتاً للتربة الفوقية، وحين تفقد التربة الحيــاة النباتيــة بهــا تحمل الريــاح جزيئات التربــة الرقيقة والمواد العضوية بها، تاركة خلفها طبقة مركزة من الرمال الخشــنة عديمة البنية، وفقــدان التربة للمــواد العضوية بها يفقدها تماســكها واســتقرارها، وهو مــا يعرّضها إلى زيادة التعريــة بســبب الريــاح، كمــا يؤدي فقــدان التربــة للمواد العضويــة إلــى فقدان القدرة علــى احتجاز الميــاه. أما مياه الأمطــار فدورها باعتبارها عامل تعريــة للتربة يتمثل في: تفــكك جزيئات التربة، وتحميلها مع جريــان المياه، إضافة إلــى ضغــط التربة، وهو ما يــؤدي إلى انخفــاض نفاذيتها. وحين تفقـــد التربة المواد العضويـــة بهـــا ويـزداد الـطمـي بهـــا وتفقـــد الحيـــاة النباتية تتعرض الأرض لتكوين قشرة سطحية بسبب الأمطار، حيث يسدَ الطمي مسام التربة، وهو ما يؤدي إلى تكوين تلك الطبقة القشرية الرفيعة الناعمة التي لا تُنفِذ المياه بشكل كبير. كذلك قد تؤدي بعض الممارسات الزراعية إلـــى زيـــادة التعـرّض لعوامـل التعريـة بسـبب إضرارها بالحياة النباتية، فكثيــر من الفلاحين يحرثون الأرض من أجل تكوين ســطح أملس خالٍ مــن النباتات من أجل الزراعة، ولكن يؤدي ذلك إلى تكوين تربة قابلة للتعرية بسبب فقدان الحياة النباتية. وهنـاك ممارســـات أخـرى تـزيد مـــن التعرُض لتعريـة الأراضـــي، ومـن هــذه الممـارســات الـرعي الجائر، حيث يرعــى كمّ من الحيوانات أكبر من قدرة إنتاجية الأرض لها، وهو ما يـؤدي إلـى زيـــادة تعرضها للرياح ومياه الأمطار، ومن ثم التعرية بســبب قلة النباتات والأعشــاب المثبتة لتربة سطح الأرض. الزراعــة الأحادية، هـــي زراعـــة نـــوع واحـــد فقط من المحصــول؛ مما يؤدي هــذا النوع من الزراعــة إلى التعرية وذلك نتيجة لسببين، فالسبب الأول: ناتج عن حصاد المحصول كلــه مرة واحدة، وهو ما يترك الأرض دون حياة نباتية واقية ضــد التعرية، ومن ثم عدم تشــرّب الأرض لميــاه الأمطار. والســبب الثاني: هو أن المحصــول بإمكانه التعرض لمرض ما أو إلى إحدى الحشرات الضارة التي بإمكانها القضاء على المحصول كله، تاركة خلفها أرض خالية من حياة نباتية. ملف العدد ���� ������ ����� 470.indd 36 7/25/24 7:41 PM