471

جسور علمية ومجتمعية إن الجامعات هي المؤسسات العلمية والأكاديمية المنوطة بإعداد الفنيين والاختصاصيين والخبراء من ناحية، وترقية البحوث العلمية والابتكارات وإثارة الإشعاع الثقافي العلمي من ناحية أخرى، كما تحتل الجامعات وضعًا متميزًا في المشاركة الفعّالة في عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والارتباط الوثيق بمشــكلات المجتمع وقضاياه دراســة وتحليلاً وبحثاً، وإقامة الجسور العلمية مع القائمين على صنع القرار السياسي حتى تجــد الخبرة العلمية والأكاديمية والبحثية طريقًا إلى التطبيق والتنفيذ والتحويل إلى سياسة علمية وخطط تنموية مستديمة. التربية البيئية ومنــذ عقد مؤتمــر التعليم البيئي في مدينة تبليســي بالاتحاد م تطور الاهتمام بالجوانب 1976 السوفيتي (سابقًا) أواخر عام المختلفــة للتربية البيئية على الأصعدة المختلفة للمؤسســات التربويــة والتعليميــة ومن بينها دور الجامعات ومؤسســات التعليم العالي، لكن المناقشات التي أثُيرت حول هذا الموضوع غالبًا ما كانت تنحو منحى تعليميًا تقنيًا محدودًا حول المناهج، وطــرق إعداد القائمين عليها والمداخل المختلفة لتدريســها، وغير ذلك دون تحليل شامل مواز للوظائف العامة للمؤسسات التعليمية المختلفة، ومن بينها الجامعات في مجال المشكلات البيئيــة والوعي البيئي ، لقد عولــج مفهوم التربية البيئية هنا بالمعنــى الضيق والمحدود بوصفه عملية فنية بحتة أكثر من كونه عملية اجتماعية وسياســية شــاملة، كما أن أي معالجة عملية لدور الجامعات ووظائفها في مجال المشكلات البيئية والتربية البيئية لابد أن تستند إلى رؤية شاملة لعلاقة الجامعة بالمجتمع الذي تنتمي إليه، ومن ثم فإن هذه الوظائف ينبغي أن تطور وتتبلور في إطار إستراتيجية بيئية تعبر عن الأوضاع الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وتضع أسس خطة عمل وطنية لمواجهة المشــكلات البيئيــة من خلال آليات وتقنيات متعددة من بينها التربية في المستويات المختلفة لها، وفي هذا المجال فإن الجامعة تجد نفسها أمام وضعين مزدوجين بوصفها 27 2024 - أغسطس 43 - السنة 471 العدد - الجمعية الكويتية لحماية البيئة ���� ������ ����� 471.indd 27 8/31/24 7:00 PM

RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==