471
مشاركاً من حيث الأدوار والوظائف جزءًا من الإستراتيجية البيئية الوطنية من ناحية، وبوصفها مشاركًا أساسيًا في صنع هذه الإســتراتيجيات بما تتمتع به مــن إمكانيات علمية وفنية من ناحية أخرى. ارتباط جامعي مجتمعي إن تأمين اســتمرار التفاعل بين الجامعــة والمجتمع في هذا الصدد من شــأنه أن يعمق ارتباط الجامعة بمشــكلات الواقع الاجتماعي، وأن يؤمّن طرقًا وقنوات انتقال المعلومات، وتبادلها بين الصفوة العلمية والصفوة الأكاديمية والصفوة السياســية والإدارية والتنفيذية. لقد نُظمت عدة حلقات دراسية عن الجامعات والبيئة بمشاركة من اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وهي في مجملها تعكس تعاظم الاهتمام بالدور الذي يمكن أن تؤديه الجامعات في هذا المجال، حيث شاركت اليونسكو في تقويم برامج التربية م التي شــملت الجامعة، 1984 البيئيــة في دولة الكويت عام ووزارة التربيــة، والجمعيــة الكويتية لحماية البيئة، كما نظم مكتب اليونســكو بالتعاون مع جامعة قطر، واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم ندوة علمية حول إدماج التربية م. كما أســهمت منظمة 1985 البيئيــة في التعليم العالي عام في الحلقة الدراسية التي نظمها UNEP اليونسكو واليونيب مكتــب التربية العربي لدول الخليج في مســقط حول التربية م، كما عُقِدت ندوة إقليمية للتدريب 1986 البيئية والتراث عام على دمج التربية البيئية في القاهرة بجامعة عين شمس بشهر م ضمن إطار رعاية برنامج اليونسكو الدولي 1990 يوليو عام للتربيــة البيئية في برنامج الدراســات الطبية، والبيولوجية، والزراعية، والفيزيائية، والهندســية، والإنسانية، والتعليمية التربوية، وكان آخر هذه المؤتمرات، المؤتمر الدولي الثاني لجامعة بني سويف بالاشتراك مع اتحاد الجامعات العربية تحت عنوان «دور الجامعات في الارتقاء بالمجتمعات الحديثة وتنمية م. 2013 فبراير /عام )20 ،19( البيئة» الذي عُقِد يومي مواجهة المشكلات البيئية وتكشــف هذه النماذج من الحلقات الدراســية والندوات التي أشــرنا إليها عن الاهتمام المتزايد بدور الجامعات في مجال مواجهة المشــكلات البيئية، لكنها تكشف في الوقت ذاته عن الحاجة الملّحة إلى مزيد من التحليلات، والدراسات، والندوات، والحلقات الدراسية التي تسعى إلى تطوير إطار شامل ورؤية متعمقــة لدور الجامعات بصفة خاصــة في هذا المجال دون إغراق فــي التفاصيل الفنية والتقنيــة لعمليات إدماج التربية البيئية ضمن برامج التخصص الجامعي ومحتويات البرامج والمقررات، وغير ذلك من العناصر المتغيرة التي يمكن أن تختلف في أهميتها من مجتمع لآخر. وتقودنــا هذه التحليــ ت إلى تصور محدد لــدور الجامعات وبخاصة فــي منطقتنا بتجاوز التفاصيل إلى المبادئ العامة. ويرتبط هذا الدور بالوظائف الأساسية للجامعة التي يمكن أن نحددها على النحو الآتي: - الوظائف التعليمية والتأهيلية. - الوظيفية البحثية. - الوظيفة الاجتماعية (خدمة المجتمع). وإذا قبلنا بصــورة أولية بهذا التحليل الوظيفي للجامعة، فإن التربية البيئية والوعي البيئي ينبغي هنا ألا يقتصر من حيث إدماجه في وظيفة واحدة أو دور واحد فقط، بل عليه أن يتخلل كافة الوظائف الجامعية وأن يُدمج في إطارها. أولاً: الوظيفة التعليمية والتأهيلية يشــير إدماج التربية البيئية في الوظيفــة التعليمية والتأهيلية للجامعة إلى المعنى المباشر الذي يشيع غالبًا عن التربية البيئية من حيث ضرورة برمجتها ضمن التخصصات أو المقررات، إما بصورة مستقلة، أو متداخلة مع المقررات الأخرى، ونعني بالشكل المستقل هنا: أن ندمج برامج التربية البيئية بوضعها برامج أو مقررات للثقافة العامة باعتبارها متطلبات جامعية. ومــن الطبيعــي أن تختلف مضامين مثل هــذه التخصصات باختلاف الظروف البيئية المحلية والإقليمية ، ويتطلب إعداد توصيفــات هذا البرنامج فرق عمــل من تخصصات مختلفة حتى يتحقق التداخل والتكامل بين الجوانب المختلفة للمشكلات البيئية ، كما قد يتطلب تنســيقًا على المســتويات المحلية، أو الإقليمية أو حتى الدولية. 28 أخبار الجمعية 2024 - أغسطس 43 - السنة 471 العدد - الجمعية الكويتية لحماية البيئة بار الج ة فريق أصدقاء الب ئ قضية بيئ ���� ������ ����� 471.indd 28 8/31/24 7:00 PM
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTgzNg==